استراتيجية اقتصادية تستثمر رأس المال البشري
تاريخ النشر : 2020-07-07 08:39

تتكون عوامل إنتاج الخدمات من رأس المال البشري والمالي، يتميز الاقتصاد الفلسطيني بكونه قطاع خدمي حيث تشير بيانات الحسابات القومية والقوى العاملة للجهاز المركزي الاحصائي الفلسطيني إلى أن قطاع الخدمات في الأراضي الفلسطينية قائم إلى حد كبير على الخدمات التقليدية والتي أسهمت منذ عام 2012 م بحوالي 85% من حصة الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي واستوعبت ما نسبته 98% من اجمالي العمالة في هذا القطاع. تتكون عوامل إنتاج الخدمات من رأس المال البشري والمالي . إن الازدياد المطرد في قطاع الخدمات وفقاً لتقارير مركز الإحصاء الفلسطيني لعامي "2018 و 2019" يجعل منه قطاعاً تزداد أهميته في كل يوم. ومما لا شك فيه أن هيمنة قطاع الخدمات على الناتج المحلي الإجمالي والعمالة المباشرة وغير المباشرة على حساب الخدمات المتعلقة بالإنتاج له آثار اقتصادية على الأداء الاقتصادي الفلسطيني ، ومن هنا كان لا بد من التطرق لموضوع قطاع الخدمات وتطبيق التمويل الاشتراكي على منظماته ومعرفة تأثيره على الانتاجية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في فلسطين.

إن كفاءة وتنمية مشاركة الموارد البشرية في المنظمات هي الأساس في التميز والمنافسة محلياً وعالمياً. ويتم ذلك من خلال تطبيق النماذج الجيدة لتقييم فعالية مشاريع التمويل التشاركي التي تعتبر هي الأساس لتقديم المقترحات من الأفراد التابعين لمنصات المشاريع بهدف معرفة نقاط القوة والضعف وبالتالي تحسين وتطوير المشاريع. حيث أن كفاءة وتنمية مشاركة الموارد البشرية في المنظمات هي الأساس في التميز والمنافسة محلياً وعالمياً. ويتم ذلك من خلال تطبيق النماذج الجيدة لتقييم فعالية مشاريع التمويل التشاركي التي تعتبر هي الأساس لتقديم المقترحات من الأفراد التابعين لمنصات المشاريع بهدف معرفة نقاط القوة والضعف وبالتالي تحسين وتطوير المشاريع في فلسطين ، ومن الواضح أهمية تقييم أداء العاملين في المؤسسات الفلسطينية بالتعاون مع قسم الموارد البشرية فيها على توفير تغذية راجعة تدعم الخطط المستقبلية لمشاريع التمويل التشاركي وتحسن من الأداء في هذه المؤسسات وتحدد الحوافز التي تدعم العاملين في المؤسسات الفلسطينية وتوضح كذلك مدى تأثير هذه الحوافز على أدائهم وتعاونهم بأفكار ومشاريع ريادية خدماتية وتنموية، و وضع مقترحات لخطط التكوين والتدريب التي سوف تتبعها العديد من المؤسسات في فلسطين لتطوير وتكوين مواردها البشرية الحالية والتي سيتم تعيينها في المستقبل.

يشير مفهوم التمويل التشاركي إلى التمويل الذي يربط بين النظام الاقتصادي والنظام المالي فيكون الممول وصاحب المشروع شريكين في نتائج المشروع وتقسم نتائج العملية الاقتصادية بينهم حسب الاتفاق وحسب مساهمة كل منهم في عملية التمويل. ويأخذ التمويل التشاركي وجهين معروفين وهما: المشاركة في رأس المال ويعني هذا أن الممول يساهم في تمويل العملية الاقتصادية بشرائه لحصص معينة في رأسمال المشروع. وقروض تشاركية وهي قروض يقدمها الممول عادة في مشاريع يملك بعض أسهمها. وتعتبر هذه القروض بمثابة ديون على المشروع الممول لكن عائد هذا التمويل يكون مرتبط بنتائج العملية الاقتصادية. ويفصل العقد الموقع بين الطرفين كيفية حساب واقتسام الأرباح. ولا يتوقف التمويل التشاركي على قطاع أو اختصاص معين، فمن الصناعة إلى التكنولوجيا إلى التعليم والتدريب، تتولى المواقع المختصة تمويل المشاريع التي ترفضها الدورة المالية العادية.

تتمثل أهمية تطبيق مشاريع التمويل التشاركي في المؤسسات الفلسطينية حول إمكانية الحصول على المعلومات اللازمة لسياسات تطبيق هذه المشاريع بشكل واضح ومشاركة الأقسام المختلفة في المؤسسة في ذلك بهدف رفع مستوى الأداء في وتحسن مستوى الخدمات التي تقدمها للجمهور وطرح أفكار ريادية تهدف لتطوير المجتمع المحلي الفلسطيني ، هذا بالإضافة إلى تنمية العمل بروح الفريق بين الأقسام المختلفة من أجل تقديم أفضل الخدمات لجمهور المواطنين بكفاءة وفعالية وتطوير المشاريع الريادية المستقبلية . كما وإن العمل على تنفيذ مشاريع تمويل تشاركي مستدامة في المؤسسات الفلسطينية يتم ضمن عدة مراحل تشمل مرحلة الانطلاق، مرحلة التطوير، مرحلة التحويل، ومرحلة التأهيل. يتم من خلال هذه المراحل معرفة رأس مال المخاطر اللازم لتطبيق مشاريع التمويل التشاركي ، وتحديد رأس مال التطوير والتحويل والتأهيل اللازم بعد البدء بتطبيق المشروعات.

إن دراسة وتطبيق الخطط الاستراتيجية والاقتصادية لمشاريع التمويل التشاركي في فلسطين من المواضيع التي تؤثر على الواقع المحلي والقومي بشكل عام، وذلك لأهمية استثمار رأس المال البشري في الإدارات والكفاءات، وخصوصاً في عصر العولمة والتطور التكنولوجي الذي يدفع بالإدارات الحديثة والموارد البشرية المتوفرة نحو الانتقال وفقاً لعجلة التطور المتلاحقة من البيانات الداخلية البسيطة إلى استخدام البيانات الضخمة وقواعد البيانات المترابطة عالمياً. هذا ويمكن اعتبار التمويل التشاركي فكرة تهدف إلى استثمار حديث للكفاءات من خلال مشاركتها بتطوير مشاريع هادفة تعمل على خدمة المجتمع المحلي وتنمي قدرته على أن يكون منافس على المستوى العالمي ، فنحو مشاريع تشاركية أكثر لتكن خططنا الاقتصادية الفلسطينية القادمة.

__________

نقلًا عن شبكة معًا