كورونا.. هوليوود.. واسرائيل
تاريخ النشر : 2020-03-05 08:57

يستمر كورونا الغامض في اختراق العالم دولة تلو الأخرى ، ومع تزايد انتشاره تتزايد الاساطير حوله، فالإنسان بطبعه لا يرغب بتفسيرات علمية بل يتجه لتصديق المؤامرات والخزعبلات.

وتعد الفيروسات الغريبة والحروب البيولوجية التي تهدد العالم مصدر إلهام وتسويق للعديد من الأفلام التي احتلت شباك التذاكر عالمياً. هوليوود قلب صناعة السينما الامريكية سبقت الواقع بمراحل، فقد حفلت السينما الامريكية بأفلام تتناول قصصاً شبيهة بفيروس كورونا الحالي بل وأشدّ فتكاً وغرابة. ولعل أبرزها فيلمان عادا ليكونا في صدارة المشاهدة الحالية من قبل الناس: الأول تم إنتاجه في العام 2011 بعنوان "عدوى أو Contagion" يتحدث عن فيروس ينتقل من الحيوانات الى الأفراد، ومصدره جنوب شرق آسيا ومن ثمّ انتشر في العالم ليشبه بشكل كبير تداعيات انتشار فيروس كورونا.

والثاني، وهو الأكثر إثارة برأيي، لما فيه من دلالات سياسية تثبت أن صناعة الافلام في هوليوود لا تتم اعتباطاً وإنما بتوجيه سياسي في قالب ترفيهي، اسمه حرب الزومبي العالمية (World War Z) أنتج في العام 2013. وبالمناسبة الزومبي مصطلح يعني الأحياء الأموات. وتدور قصته عن فيروس يصيب البشر ويحولهم في دقائق إلى زومبي. ويسعى بطل الفلم الخارق والذي يعمل كموظف في الامم المتحدة الى إنقاذ البشرية وأسرته، وفي النهاية وبعد حرب ضروس مع الزومبي يجد مقصده وخلاصه في إسرائيل حيث إكسير الحياة متمثلاً بجدارها العنصري كطريقة مثلى لإنقاذ العالم!

وطبعا يزخر الفيلم بجملة من الخرافات التي تأتي ضمن السيناريو أهمها أن الجدار هو أمر متوارث عند اليهود ووجوده يعني أنه شيء طبيعي ! في النهاية المغزى هو أن البطل امريكي والعلاج اسرائيلي والفلسطينيون في الفيلم هم أشبه بالغوغاء المنقادين!

لن يتوقف الجدل أبدا حول الجوانب المظلمة في صناعة الافلام بهوليوود. إنما ستبقى حقيقة قائمة وهي أن هوليوود أهم أدوات القوة الناعمة الامريكية التي تؤثر بفعالية في تشكيل الوعي والرأي العام العالمي عبر الترويج لأفكار سياسية مغلفة بإطار أخلاقي نافذ الى قلوب وعقول المشاهدين، لأن مشاهدة فيلم هو أمر أمتع كثيراً من قراءة بحث أو مقالة، فالصورة هي جواز المرور للاّوعي لأنها تبقى مطبوعة داخل الانسان. فمن منّا لا يذكر سلسلة أفلام رامبو البطل الأمريكي الذي يحارب الفيتناميين "المتوحشين" وينتصر عليهم في رواية تقلب الحقيقة، رغم أن من احتل فيتنام هي أمريكا وليس العكس.

ومنذ الثمانينات توطدت علاقات اسرائيل وزعمائها وأغنيائها بهوليوود وباتت أشبه بعلاقة التوائم المنفصلة، فهل هناك أفضل من بريق السينما وأفلام هوليوود لتمرير أجندتها السياسية وصورتها "المضيئة" و"منظومة الأخلاق الخاصة بها" ... ومن الحرص على استمرار العربي في صورته النمطية في الفيلم الامريكي كما هي منذ نشأة هذه الصناعة فهو انسان يجمع خمس صفات تبدأ بحرف الباء بالانجليزية وهي:

(Bomber, Barbarian, Bedouin, Billionaire and belly dancer)

بمعنى ان العربي هو البدوي البربري المليونير المفجر ومحب الراقصات !

وبالعودة الى كورونا فالرئيس الأمريكي المثير للجدل أكثر من الفيروس نفسه كان قد عبر عن استغرابه من انتشاره الى ما وراء الصين رغم أن لديها سور عظيم!

[email protected]