الحالة الصحية داخل معترك الانقسام
تاريخ النشر : 2019-09-30 15:33

غزة:

حالة من الجدل أُثيرت بين الفلسطينيين/ات رافقه تراشق بين الحكومة الفلسطينية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة؛ بشأن بناء مستشفى أمريكي شمال القطاع، والتي بدأت بالفعل التجهيزات له على أرض الواقع وسط أجواء يسودها الغموض.

 وجاء بناء المستشفى الميداني الأمريكي كجزء من حصيلة تفاهمات التهدئة التي أُبرمت بين الاحتلال الإسرائيلي، وفصائل المقاومة الفلسطينية على رأسها حركة حماس، برعاية مصرية أممية وبتمويل قطري في مسعى لتخفيف الحصار الإسرائيلي على القطاع.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية وفلسطينية عن صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، فإنه سيتم إقامة مستشفى دولي ضخم على الحدود الشمالية لقطاع غزة، وذلك تنفيذاً لتفاهمات التهدئة الأخيرة بين "إسرائيل" وحماس، وأوضحت الصحيفة، أن المستشفى سيكون على 40 دونماً مع 16 قسماً مختلفاً قرب حاجز بيت حانون/ إيرز الإسرائيلي، على أن يكون بإدارة فريق طبي دولي، بتمويل أمريكي وموافقة اسرائيلية.

الحكومة الفلسطينية برام الله انتقدت خلال تصريح إعلامي لها بناء المستشفى بدون التنسيق مع وزارة الصحة، ورأت فيه تكريس للفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية تحت ذرائع إنسانية.

جاء الرد من حركة حماس في قطاع غزة بتصريحات إعلامية مفادها، أن انتقادات السلطة الفلسطينية بمثابة محاولات الرئيس وحكومته المستمرة للتضييق على قطاع غزة ومفاقمة أزماته وضرب مقومات وعوامل صموده وتخلي عن غزة وتكريس الحصار.

في تعقيبه على القضية، تحدث المحلل السياسي حسام الدجني: "إن الواقع الصحي في قطاع غزة يعيش أزمة طبية حادة متمثلة بنقص المواد والكوادر الطبية، ومنع الاحتلال الاسرائيلي دخول أجهزة طبية تلبي احتياجات مرضى السرطان ومنع مرضى التحويلات الطبية الصفر للعلاج بالخارج، والابتزاز الذي يتعرضون له على معبر إيرز".

وأضاف الدجني في مداخلة لشبكة نوى أن مجمل تلك التحديات دفعت لإيجاد حلول وهي إنشاء مشفى ميداني شمالا، ليسهل وصول وخروج الطواقم الطبية الأوروبية التي تتوافد عادة عبر معبر إيرز.

 ورد على الجدل حول مساهمة هذا البناء في تعزيز الانقسام وأنه قد يشكل أداة جديدة للاستخبارات: "من المفترض أن يتم تحييد الأزمات الصحية ومعاناة المواطنين في غزة من أي تجاذبات سياسية معقدة، فالأولى أن يتم رفع الحصار عن غزة وإزالة العقوبات المفروضة على القطاع والتخفيف عنه، بدل الاعتراض على بناء مستشفى هدفه الأول والأخير التخفيف عن المرضى".

ولفت إلى أن هناك ازدواجية في الحكم على قطاع غزة بأنه ولد غير شرعي للحكومة، مبينًا أن الاستخبارات الإسرائيلية لا تنتظر بناء مشافي للتجسس على القطاع، فهنالك مقاسم الاتصالات وهي الأهم للتركيز عليها وهي توجد داخل "إسرائيل".

وأشار إلى أنه تم وضع خطة لبناء مستشفى برفح ضمن اتفاقات التهدئة الأخيرة مع الهيئة العامة لمسيرات العودة، لكن قوبلت بالرفض، كون أن الكوادر الطبية والوفود التي تأتي للمشفى تمر بمعبر إيرز وبالتالي من السهل إنشاء مستشفى ميداني على الحدود الشمالية.

 فيما يتساءل المختص بالشؤون الاقتصادية محمد أبو جياب في منشور" فيسبوكي" :اً "كيف وصل المستشفى الميداني الامريكي شمال غزة؟".

وعاد ليجيب: "خرج بعد تفكيكه في سوريا والذي كان يخدم في مناطق نفوذ قوات المقاتلين ضد النظام في سوريا، مرورا بمعبر اسرائيلي على الحدود مع الجولان، وقد حملت معدات المستشفى في 30 كونتير خاصة بمعرفة الجيش الإسرائيلي، ونقلت عشرة حاويات منها تحت حمايته من أقصى الشمال إلى معبر كرم أبو سالم في أقصى الجنوب دون أن يراها أحد أو تفتح على المعابر".

لكن المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة حمل رأيًا مشابهًا فهو يرى أنه بغضّ النظر عن الجدل القائم بين كل من حكومتي غزة ورام الله، في نهاية الأمر الواقع الصحي المؤلم الذي يعيشه المرضى يستدعي وجود مستشفى في الوقت الذي تزداد فيه معاناتهم مع السفر والتحويلات الطبية -شبه المتوقفة-".

 وأضاف من الصعب التكهن بأنه قد يكون هنالك أهداف خفية لبناء مشفى أمريكي، فحسب معرفته حتى الآن من يشرف على بنائه هو جمعية أمريكية خيرية وليست الحكومة، لذا يستبعد أن يكون لإسرائيل وأميركا أهداف أخرى كالتجسس مثلًا، بدعوى أن قطاع غزة بأكمله مكشوف لإسرائيل وفق أدوات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وأردف قد يكون هذا المستشفى أحد مخارج ورشة البحرين ولكن لا يوجد هنالك ما يؤكد على ذلك فالأمور مازالت غامضة.