مصممة أزياء تخرج عن المألوف في مشروع ريادي
تاريخ النشر : 2019-08-31 13:53

 

انتهت من وضع لمساتها الأخيرة وتجهيز التصميم المناسب بدقة وعناية لإحدى قطع القماش المعدةلصنع الزي الرسمي الخاص بأحد المطاعم، في أسلوب حديث باستخدام جهاز الحاسوب الآلي لدى ىشركتها الصغيرة التي تعج بقطع الحياكة وأدواتهافي غزة.

إذ نجحت الفتاة سعاد عفانة وهي مصممة أزياء في تنفيذ أول مشروع غزي لها يحمل فكرة إبداعية تعتمد فيه على إنتاج تصاميم موحدة لأصحاب المهن المتنوعة باستخدام الباترون الكترونيا ويطلق عليها "اليونيفورم" بأيدي محلية، فتغلبت على الوضع الاقتصادي السىء.

ولم تدرس الفتاة تلك المهنة في الجامعة ولجأت لاستثمار موهبتها التي تمتلكها منذ صغرها وعملت على صقلها مؤخرا رغم انخراطها سابقا في العمل المجتمعي.

تقول سعاد عن فكرة مشروعها: "انتشر في قطاع غزة مؤخرا تحديدا في سنوات الحصار مشاريع متنوعة متخصصة في التصميم تحديدا بين فئة الفتيات، لكنها تعمل يدويا بطابع تقليدي، وهناك إقبال من الزبائن على هذه الثقافة وهذا ما شجعني عن تأسيس مشروع حديث خارج عن المألوف".

تضيف أنها قبل عدة أشهر سافرت على مصر وتلقيت تدريبات متعددة في أساليب التصاميم الحديثة واخترت التصميم المتخصص باليونيفورم، ووجدت فيه شىء مبدع ومختلف، وعندما أنهت تدريباتها عادت لغزة وتشاركت مع شقيقها الدكتور محمد عفانة لتنفيذ الفكرة التي لاقت استحسانا من الكثيرين، وهذا ما شجعها على النجاح وكسب ثقة الزبائنتحقيق الحلم الذي طالما حلمت به.

عن آلية عمل مشروعها وكيفيه انتاج التصاميم في شكلها النهائي وصولا لأيدي الزبائن، تعمل سعاد كبداية على رسم الباترون المعد للتصميم الذي يطلبه الزبون باستخدام برنامج متخصص في ذلك على الكمبيوتر، بعد الانتهاء من هذه الخطوة بشكلها النهائي تقوم بوضع المقاسات المناسبة لقطعة القماش وتحديدها على ورق باستخدام  أدوات الحياكة المتعارف عليها من مقص، خيط وابرة، وقصها بحذر.

و في كمرحلة متتالية تباشر في تحويلها للقسم الآخر في شركتها التي تحمل اسم" ماراكو" و وتضم مجموعة من الأيدي العاملة المختصة بالحياكة يقومون بحياكة قطع القماش بشكل يماثل التصميم الذي أعدته المصممة سابقا، وبعد الانتهاء يتم  لصق " اللوجو" المناسب له ليخرج التصميم بشكله النهائي.

وعن أنواع التصاميم الذي تصنعها تذكر أن غالبيتها تشير للمهن بغزة، كالزي الخاص بالتعليم (رياض الأطفال والمدارس الخاصة)، كذلك الزي المتعلق بمهن الصحة والطب، المطاعم والفنادق، بعض الشركات، الورش الصناعية.
ولفتت سعاد أن عملها ليس بالبسيط ويحتاج لعين ذواقة لاختيار الألوان وكيفية تنسيقها في زي واحد،  

كما وتحرص عند اختيار التصميم المناسب تحديد نوعية القماش المستخدمة فيه بما يلائم طبيعة عمل كل مهنة والبيئة المحيطة بها حتى تكون بجودة عالية، كما أنها تعكف على انجاز مهامها بوقت قصير وجهد أكبر.

وبالطبع كان لظروف الحصار التي تعيشه الريادية صاحب مشروع تصميم الأزياء  في قطاع غزة تأثيرا على مهنتها حالها كحال العديد من المشاريع  الاقتصادية،  جعلها تواجه تحديات متعددة أبرزها، انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وهذا ما قد يوقف حركة آلاتها فتلجأ للوسائل الطاقة البديلة.

 ويشكل إغلاق المعابر المستمر عثرة في طريقها حيث من  يمنع وصول بعض من المواد الخام، والأدوات الخاصة بعمله، لكن بمثابرتها وإصرارها على النجاح تبذل الفتاة قصارى جهدها للتغلب على هذه الظروف، وخلق ما يحفزها على التحدي وتطوير مشروعها لتنافس بتصاميمها الأسواق خارج أسوار غزة المحاصرة، و هي بصدد التعاون مع شركات للتصدير الى أسواق الضفة الغربية.

 بات ملاحظا في قطاع غزة رغم أوج الحصار انتشار المشاريع الريادية التي تقودها  النساء في خطوة للتغلب على الواقع المرير والظروف الاستثنائية التي يعشنها بمدينتهم المحاصرة، معتمدات على إبداعهن ومهاراتهن أملا في تحقيق طموحاتهن وآمالهن وسط الحياة الضبابية التي تسود القطاع وتؤثر على كافة مناحي الحياة الإنسانية، الاقتصادية، السياسية، والمجتمعية.

وتنصح مصممة الأزياء الفتيات اللواتي يمتلكن موهبة التصميم صقلقدراتهن وعد الاستسلام، تشجعهن على تأسيس مشاريع ريادية لمحاربة البطالة القاسية.

ووفق الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، تصل نسبة البطالة في صفوف المرأة بغزة إلى نحو 65%، ولا تزال مشاركتها بالقوى العاملة متدنية ولا تتعدى 20.6%.