اليمين الإسرائيلي يفوز،، فهل نملك خيارات لمواجهته؟
تاريخ النشر : 2019-04-10 18:15

 غزة:

بعد فرز 97% من أصوات الناخبين لدى الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس وفوز بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود وكتلة اليمين على منافسه بيني جانتس الذي يقود حزب كاحول لابان "أزرق أبيض" بفارق مقعد "37-36" بات من الواضح أن الأول ذاهب لتشكيل الحكومة الإسرائيلية 35 وللمرة الخامسة على التوالي.

شارك في الانتخابات 41 قائمة تمثل أحزاب اليمين والوسط، بينهم قائمتين للفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون داخل الخط الأخضر، خلافًا لعام 2015 حيث تقدموا بقائمة واحدة وصل حينها 13 عضوًا بينما وصل هذه المرة 6 فقط من أصل من أصل 120 هم إجمالي أعضاء الكنيست الذي بدأ دوراته الانتخابية منذ عام 1949 بعد عام من النكبة الفلسطينية وإعلان دولة الاحتلال.

هذا الفوز لنتنياهو يعني توجهه لتنفيذ تهديدات سبق وأعلنها مثل ضم الضفة الغربية وذلك بعد سياسة التوسع الاستيطاني التي اعتمدها على مدار السنوات الماضية، ما يعني فعليًا إن صفقة القرن ماضية.

في تقييمه لنتائج الانتخابات قال الباحث السياسي عزيز المصري إن هناك بعض المفاجئات منها خسارة تحالف نفتالي بنيت وايليت شاكيد وعدم وصولهم نسبة الحسم وممكن القول هذا شكّل ارتياحاً لنتياهو بعد ابتزازهم له في عدة توجهات للحكومة السابقة، وقدّر بأن هذا الفوز كان متوقعًا نظرًا لسيطرة اليمين المتطرف وهذا انعكاس لتوجهات الشارع الإسرائيلي ونتاج خطاب اليمين الذي صوّر وبالغ في الأخطار المحدثة بهم، إضافة لإنجازات نتنياهو من التطبيع مع الدول العربية ودوره في خروج الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران والاعتراف الامريكي بالقدس والجولان وتشجيعه للاستيطان في الأراضي الفلسطينية ومؤخرًا الإعلان عن استرجاع رفات جندي من سوريا.

وصحح المصري نقطة خاطئة يسوّقها الإعلام وهي فوز اليمين على اليسار، فالتحالف المقابل لكاحول لابان "أزرق-أبيض" هو يميني أيضًا ولا يختلف في برنامجه عن نتنياهو إلا في الأدوات وطريقة توظيفها.

أما على انعكاسات ذلك على المستوى الفلسطيني يرى أن هذا سيؤدي إلى المزيد من الضم والاستيطان في الضفة وهذا ما أعلن عنه في برنامجه الانتخابي، والمزيد من التهميش للسلطة الفلسطيني ومحاربتها دوليًا بشكل أكثر من السابق، أما على صعيد العلاقة مع حماس سيعمل نتنياهو وفق استراتيجية ليبرمان في إبقاء الرأس فوق الماء بمعني أنه سيستمر في التفاهمات مع حماس لإبقاء الوضع كما هو وتعزيزًا للانقسام بين غزة والضفة الغربية، مبديًا أسفه أننا كفلسطينيين نساعده في سياسته.

أما عن خياراتنا كفلسطينيين في المرحلة المقبلة فقال إنها تكاد تكون معدومة، ولا حاجة لنا لإعادة أسطوانة ضرورة إنهاء الانقسام الذي يعتبر ركيزة أساسية في نجاح السياسة الإسرائيلية، بالتالي مطلوب منا الوحدة وإعلان فشل مشروع السلام والتحشيد لمواجهة صفقة القرن، نتنياهو ذاهب لضم الضفة ومطلوب منا استراتيجية وطنية موحدة للاتفاق على أسس المواجهة الدبلوماسية والشعبية، وإن كان الأولى أن تعلن السلطة الفلسطينية قيام الدولة على حدود 67 والذهب إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة لوضعه أمام مسؤولياته في إنهاء الاحتلال وإيجاد صيغة توافقية مع حماس حول المصالحة.

أما الباحثة السياسية د.عبير ثابت فأوضحت أن الوضع الفلسطيني لم يكن ضمن أجندة أي من الأحزاب الصهيونية بالشكل الذى يحاول أن يروج له البعض، والقضية الأساسية التي لعب عليها المعارض غانيتس هي فساد نتنياهو وفاشيته في الحكم.

وقدّرت ثابت بأن النتائج الانتخابات ستؤثر على السلوك السياسي تجاه الفلسطينيين، فنتنياهو سيكون أكثر قوة وغزة سيتم فصلها عن الضفة وتشتيت الديمغرافيا الفلسطينية وصولاً لكيانين ضعيفين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما سيواصل نتنياهو علاقاته وتحالفاته مع العرب في مواجهة إيران  وهو ما قد يضعف الموقف الفلسطيني أكثر.

وتوقعت ثابت أن تستمر صفقة القرن وتمضي قدمًا، بينما يعمل الاحتلال على تشتيت الديمغرافيا الفلسطينية بما ينتج كيانين هزيلين، معتبرة أننا ساهمنا كفلسطينيين في نجاح اليمين الإسرائيلي المتطرف بانقسامنا وتشتتنا السياسي، وبالمحافظة على الاستقرار الأمني في غزة والضفة الغربية وكنا في كافة المحطات مفعول به ونتعامل بردات الفعل ولم نكن فاعلين بشكل وطني في قضيتنا المركزية وقرار الاعتراف بالقدس عاصمه لإسرائيل خير مثال.