الكعك يفوح في غزة.. من أين جاءت الرائحة؟
تاريخ النشر : 2017-06-24 15:41
صورة أرشيفية

غزة-نوى:

تتجمع النساء الغزيّات مع اقتراب عيد الفطر السعيد حول موائد إعداد الكعك  في منازلهن كإحدى طقوس الاحتفال بالعيد،  واضفاء البهجة والسرور بين أوساط العائلات بالرغم من ضيق الحال.

من الواضح أن النسوة يردن الحفاظ على موروثهن ومعاندة ظروفهن السيئة التي تلقي بظلالها على القطاع منذ عشرة أعوام من الحصار.

في صورة جميلة تبعث الحياة في منزلها تتشارك المواطنة نبيلة العجرمي برفقة بناتها في صنع أطباق الكعك والمعمول وسط أجواء من المسامرة وتبادل الأحاديث الشيّقة ، فتتسارع أصابعهن كأنها آلة في تكوير حبات الكعك وحشوه بالتمر ورصه في صوان، بينما تقوم والدتهن بخبزه في الفرن الخاص.

تقول نبيلة : "أحرص في كل عام قرب العيد على تحضير الكعك وصنع في المنزل فهو يضفي الفرح بين عائلتي ورائحته التي  تملأ أرجاء المنزل تشعرهم بأجواء العيد".

وتضيف رغم أنه يحتاج لميزانية وجهد في إعداده، لكننا نحرص على صنعه لتقديمه للزائرين من الاخوة والأقارب والأصدقاء في أول أيام العيد، وتشارك حديثها بابتسامة هم يقدموا لنا العيدية ونحن نقدم لهم الكعك والمعمول.

وعن تكوين الكعك وطريقة صنعه تتابع العجرمي  "نقوم بخلط كميات من (السميد، والسمنة، والسيرج) بنسب متفاوتة، ونضيف مواد مثل  دقة الكعك والمحلب،  وماء الزهر لإعطائه رائحة معطرة.

وأضافت "نتركه لفترة قصيرة ثم تقوم بتقطيعها وتكويرها وحشوها بالتمر".

وتتزين موائد استقبال المهنيئين بالعيد في المنازل الغزية عادةً في أول أيام العيد بأطباق الكعك والمعمول بجانب الحلويات.

ورغم انتشار مصانع الكعك والمعمول إلا ان أغلب العائلات تفضل إعدادها في المنزل،  وتقوم بعض النسوة بتجهيز كميّات كبيرة في منزلها وبيعها للزبائن حسب الطلب فتشكل لها مصدر دخل مع حلول العيد.

لا تنفك رائحة الكعك عن منزل المواطنة كريمة الغندور التي اعتادت في العشر الأواخر من رمضان من كل عام منذ خمس سنوات، صنع الكعك لبيعه في السوق.

 وهناك العديد من  النسوة لا يمتلكن وقتا كاف لصناعته في المنزل تقول المتحدثة الغندور: " أغلب زبائني من النساء العاملات اللواتي  لا يجدن وقت كافي لإعداده في بيوتهن،  فينشغلن في تنظيف منازلهن وشراء كسوة العيد للأطفال، وتنسيق عملهن".

وتضيف أقوم بتحضير كميات الكعك التي يساعدني بها أبنائي بالمنزل حتى نتمكن من إرضاء جميع العائلات التي تقوم بتوصيتي للحصول عليها قرب العيد.

وتعتبر كريمة أن مهنة صنع الكعك من العادات والتقاليد الراسخة التي أخذتها عن والدتها وجدتها، واستمرت في المحافظة عليها وبدت لها مصدر دخل تعيل به أسرتها مع حلول العيد.

وعن تاريخ صنع الكعك في التاريخ الإسلامي تقول الدراسات أنه يرجع إلى

الطولونيين حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.