رغم ضعف إنتاجه.. نحالون يرفضون استيراد العسل
تاريخ النشر : 2017-05-03 14:04

غزة-نوى

لم يسجل موسم جني العسل لهذا العام مؤشرًا جيدًا للمواطن وائل روك (40 عامًا) بخلاف السنوات الماضية، إذ اعتاد على جنيه بمساعدة أولاده نظرًا لتوافره بكميات كبيرة، ثم استخلاصه وتنقيته ونضجه من أجل إنتاجه بمواصفات جيدة ومرغوبة للمستهلكين في قطاع غزّة.

عادةً، يشكل فصل الربيع موسمًا خصب للقطف، لكنّه - بحسب نحالون - يشهد تراجع في الإنتاج وليس بالجودة.

وعن أسباب التراجع، يوضح روك أن تقلبات الطقس، وتجريف قوات الاحتلال  لمساحة واسعة من الأراضي الشرقية التي تحتوى على خلايا النحل أثرت بشكل سلبي  على الموسوم.

ويمتلك المواطن مساحة ما يقارب 2 دونم من أرضه الممتدة على الحدود الشرقية لخانيونس جنوب قطاع غزة، تضم 200 خلية كانت نتنج له 2 طن أما هذا الموسم بفعل التجريف من قبل الاحتلال لم يتجاوز عدد الخلايا سوى المئة، وأنتجت ما يقارب 400 – 600 كليو من العسل.

ويضيف أن تأخر هطول الأمطار خلال العام الجاري، أدى إلى تأخر نمو الورد التي تلقح النحلة، والافتقار إلى وجود مراعي وأحراش كنينا، فيلجأ النحال لوضع الخلية قريبة من الشريط الحدودي بالقرب من مزارع الاحتلال لتتمكن النحلة من الحصول على لقاحها، رغم أن ذلك يعرضه للخطر.

ويشكو النحالون تهميش وزارة الزراعة لمهنتهم في قطاع غزة باعتبارها موسمية ولا تقوم تعويضهم في حال الخسارة.

وكانت قد توقعت وزارة الزراعة الفلسطينية بغزة انخفاضاً في كميات إنتاج العسل في قطاع غزة العام الحالي بحوالي 50 طن من أصل 200طن كانت تنتج سنوياً بفعل الخسائر المتتالية التي تكبدها قطاع النحل نتيجة المنخفضات الجوية المتتالية، والعدوان الإسرائيلي الأخير الذي ألحق أضراراً بـ 8000خلية نحل من إجمالي 20ألف خلية تقدر قيمة خسائر الواحدة منها 120دولار أمريكي.

ويشغل قطاع النحل حوالي 500 عامل بشكل دائم وموسمي في غزة، ويعتبر مصدر دخل أساسي 139مربي منهم.


التاجر محمد أبو ندى(45 عاما) والذى يمتلك ما يقارب 100 خلية نحل في الشمال الشرقي لغزة أشار إلى أن هذا الموسم ضعيف جدًا في الإنتاج ولا يكفي حاجة السوق الذى اعتاد على وجود كميات كبيرة من العسل.

ولم يتمكن التاجر من تلبية عدد كبير من طلبات العسل التي كان يبيعها للمواطنين لأغراض عديدة، حيث لا يعتمد على الاستيراد لأن جودته لا تقارن بجودة المحلى.

وعن أنواع العسل الموجود بغزة، يعدّد أبو ندى منه "القوقازي، البري، الإيطالي الأصفر، المهجن."

ويصل ثمن الكيلو منه ما بين 40-50 شيكل، ويستخدمه المواطنين في صنع الشمع الذي يدخل في العديد من الصناعات الطبية والتجميلية، كما يستخدم للشفاء في كثير من الأمراض منها الروماتيزم، وكذلك تعطي الغذاء الملكي العالي القيمة في الطب والعلاج، غي  أن زيارة النحل للمحاصيل المختلفة تلقّح الكثير من الأزهار.

يبدأ موسم جني العسل عادة في منتصف شهر أبريل/ نيسان من كل عام،  غير أنه تأخر هذا العام إلى الأول من شهر مايو الحالي، ويبدأ النحالين بتحضير خلايا النحل منذ شهر سبتمبر، حيث يبلغ عمر النحلة للنمو في الربيع ثلاث أسابيع وتبدأ بعدها بالعمل بينما يختلف عن عمرها في الخريف والشتاء.

من ناحيته يقول المهندس خضر أبو حصيرة في جمعية النحالين بغزة إن عدد من النحالين لم يجنوا العسل حتى اليوم، مما سبب ضعف في الإنتاج،  وأشار إلى أن استهلاك الفرد من العسل يبلغ حوالي 175 غم سنوياً، ويعتبر هذا دون الحد الأدنى عالمياً الذي يبلغ 500 غم.

 وشجع على أهمية تطوير هذا القطاع وزيادة الإنتاج؛ حيث إن الإنتاج الحالي لا يغطي إلا 30% من نسبة الاستهلاك المحلي.

ونوه أبو حصيرة إلى أن العسل يساهم بشكل فعال في توفير أمن غذائي للمجتمع، ويخلق فرص عمل لفئات كثيرة تعاني من البطالة ولم يشجع المهندس على استيراده.