من المحاسبة إلى "فن صناعة الكيك"
تاريخ النشر : 2015-08-09 11:32

رام الله-وفاء عاروري:

قد يفاجئ البعض من امرأة تترك تخصصها الجامعي؛ ومجال عملها كمحاسبة في الشركات الكبيرة والمكاتب بأنظمتها الراقية ومكيفاتها عالية الجودة، لتتجه للعمل في صناعة الكيك، فتكتشف أن "الجاتوهة" بصغر حجمها، أزالت الغبار عن موهبة ظلت مدفونة خلف المكاتب لسنوات طويلة. 

نجود النابلسي "40 عاماً" من نابلس، تخرجت من إحدى الجامعات العريقة بكندا، تخصص المحاسبة، وحاصلة على لغتين هما الفرنسية والانجليزية، إلى جانب لغتها الأم "العربية".

تقول نجود: "أقمت في كندا مدة عشرين عاماً تعلمت فيها المحاسبة وعملت بها؛ ثم تزوجت وانتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أنجبت طفلتين ولم يكن متسع من الوقت للعودة للعمل، فبدأت أفكر في طريقة أخرى أكسب المال خلالها، وتكسر روتين المنزل القاتل في ذات الوقت".

لما كانت صناعة الجاتوه هي الأكثر انتشاراً ومتعة والأقل استنزافاً للوقت والجهد، عزمت النابلسي على تعلّمها، لتحرز في زمن قياسي على ست شهادات في صناعة الكيك.

تقول النابلسي :"تصنيع الكيك شيء جميل فيه إبداع وفن، إضافة إلى تأثيره النفسي على صانعه، فهو يسعد الكبار والصغار ويشاركهم فرحتهم بأعياد الميلاد والزواج وحتى الطلاق أحيانا!!

ولم تتوقف نجود عن ممارسة عملها "الممتع"، حتى بعد عودتها وعائلتها واستقرارهم في أرض الوطن، بل ساهمت أيضا في نشر هذا الفن الجميل بين قريناتها صانعات "الجاتوه"، على الطريقة الغربية، إضافة إلى أن عملها هذا لاقى رواجا واستحسانا كبيرا في فلسطين، كونه فنا حديثا مقارنة بالبلاد الأجنبية
توضح النابلسي: بعد ثلاث سنوات من العمل في التزيين "بنابلس"، بدأت تقديم دورات لتعليم " فن صناعة وتزين الكيك، كما انني استفدت من وجودي في نابلس "بلد الحلويات" بتعلمي صناعة الحلويات الشرقية والنابلسية."
ويبدو أن أكثر ما تميزت به كعكات نجود هو خلوها التام من الصبغات والمحسنات والمواد الحافظة، حيث شرحت "الفنانة التشكيلية" لمن تريد تعلم الجاتوه، أن المقادير المستخدمة لهذا النوع من الكعك هي ذاتها المستخدمة للكعكة "التقليدية" التي حرصت أمهاتنا دوماً على توفرها على مائدة الفطور.

أما بالنسبة للتزيين فهناك نوعان مستخدمان، هما عجينة السكر، "المارشملو/الفوندنت" وهي عجينة لينة والعمل فيها ممتع و راقي وفيه لمسة فنية، حسبما وصفت النابلسي، إضافة الى العمل بالكريمة.

تقول نجود حول الطريقة الأولى: هذه العجينة تعطي فرصة أكبر للصانعة من أجل الابداع من ناحية المجسمات والزهور وغيرها، حيث تكون الكعكة هنا عبارة عن لوحة فنية بيضاء يتم تلوينها بعجينة السكر." 

وتضيف؛ في كلا الحالتين تكون الصانعة عبارة عن فنانة تشكيلية تجسد ابداعها من خلال قطعة اسفنجية فتخرج بشخصيات رسوم متحركة، وأشكال ذات معنى جميل، تضفي جوا من الفرح على المناسبة.

وتطمح النابلسي إلى البدء بتنفيذ مشروعها الخاص لصناعة وتعليم صناعة فن "تزيين الكيك"، مؤكدة أنها وجدت نفسها في هذا المكان أكثر منها كمحاسبة تعمل في وظيفة جامدة وخلف مكتب، قائلة: "يكفي انك هنا تصنعين ابتسامة طفل، يحتفل بمرور عام آخر من عمره."

وتؤكد نجود على ضرورة مساهمة ربة المنزل في توفير دخل للأسرة كونها شريك اساسي في الحياة الزوجية، إضافة الى ان ممارستها مثل هذه الاعمال تشعرها بإبداعها واهميتها في المجتمع، سيما وأن الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه الفلسطينيون تحديدا يتطلب مشاركة الزوجين في تأمين احتياجات العائلة، حسب النابلسي.