مقاربات بين تجربتين نضاليتين للأسيرة المحررة فيروز عرفة وجهاد غبن
تاريخ النشر : 2015-04-26 13:34

غزة-نوى – من ماجدة البلبيسي

" كانت جولات التعذيب الجسدي من ضرب وركل، شبح، وتعرية...الخ تترك آثارا في كل أنحاء الجسم، آلام تنقح بوجع مشوب بنكهة الأنين، أنين قاسي، ممتع في ذات الحين، لأن الوجع كسر عدوك، هزمه، جعلك تشعر أنك الأقوى"فكيف بأنثى مثلي؟"

كلمات موجزة عبرت عن مأساة بكاملها عايشتها الأسيرة المحررة فيروز عرفة التي اعتقلت في فترة السبعينات من القرن الماضي، على خلفية انتمائها لتنظيم الجبهة الشعبية، خلال لقاء حواري نظمه مركز صحة المرأة – جباليا- التابع لجمعية الهلال الأحمر، استضاف خلاله تجربتين نضاليتين في حقبتين زمنيتين مختلفتين، تمثلت في اعتقال المناضلة فوزية عرفة والأسير المحرر جهاد غبن.

وحضر اللقاء الذي عقد في مقر المركز في جباليا الدكتورة والناقدة مي نايف، ومديرة مركز صحة المرأة مريم شقورة ونخبة من المثقفين والكتاب والمهتمين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.

وقالت شقورة:" أن هذا اللقاء يأتي على هامش الاحتفاء بيوم الأسير ومن منطلق إيماننا قضية الأسرى، والحركة الأسيرة يجب أن تبقى حاضرة على الدوام وعدم اختزالها بيوم بعينه، موضحة أن جرى اختيار تجربتين مختلفتين، للأسرى والأسيرات لمعرفة المقاربات بين التجربتين".

وأوضحت شقورة أن معاناة الأسرى والأسيرات تتشابه في معظم فصول معاناتها داخل الأسر، ولكنها تختلف بعد التحرر، سيما بالنسبة للمرأة الأسيرة، حيث تبقى الوصمة الاجتماعية، والمعاناة النفسية تلاحق النساء.

فيروز عرفة تؤكد في حديثها أنها ما زالت معاناتها مستمرة بعد التحرر من الأسر، وهناك صعوبة في التعايش مع المجتمع باختلاف المعطيات الاجتماعية، وهذا يتمثل في حرمان العديد من الأسيرات من حقوقهن خلافاً للأسرى الرجال، عدا عن روح التمييز الواضحة التي يتم التعامل به حيال قضية الأسيرات من قبل السلطة.

وقدمت نبذة عن الكتاب الذي صدر ووثق تجربتها النضالية، وعنون" بفيروزيات نضالية" الذي صدحت صفحاته، بتفاصيل تجربتها والمعاناة النفسية والجسدية وشتى أشكال التعذيب والابتزاز التي تعرضت له خلال الأسر، مثنية على لمسة الوفاء التي حظيت بها بتكريمها وهي على قيد الحياة وتخليد تجربتها النضالية لنقلها للأجيال القادمة.

فيما سرد الأسير المحرر -ضمن صفقة شاليط -غبن تجربته النضالية في الأسر والمعاناة التي تعرض لها، مؤكدا على أهمية تنظيم الحركة الأسيرة داخل وخارج السجن، لأن ذلك ينعكس سلباً على وضع الأسرى داخل السجون.

وجدد مطالبته بإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي، لأن آثاره السلبية تنعكس على العلاقات بين الأسرى داخل السجون، مشيراً أن الأسرى كانوا وما زالوا يولون قضية الوحدة الوطنية جل اهتمامهم، حيث سبق وأن قدموا أول مبادرة لإنهاء الانقسام منذ سنوات.

في نهاية اللقاء أوصى المشاركون بضرورة توحيد الصف الوطني، وتعزيز حقوق الأسيرات والمساواة، والاهتمام بالأسيرات بعد الخروج من الأسر وتفعيل وتدويل قضية الأسرى لتكون حاضرة على الدوام.