شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 13 يناير 2025م01:54 بتوقيت القدس

لا تشخيص ولا علاج..

غزة.. حيثُ يأكُلُ "المرضُ" أهلَه!

11 يونيو 2024 - 14:25

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

تحمل الشابة أريج الصوالحي (34 عامًا) رضيعها عوني، البالغ من العمر 14 يومًا بين يديها. تتنهّد تنهيدةً قوية قبل أن تحكي كيف حرمته كتلةٌ في ثديها من حقه في الرضاعة الطبيعية.

لا تعرف أريج ماهية هذه الكتلة، ولا تأثيرها على المديين القريب والبعيد، فهي ذاتها تعاني تبعات إغلاق معبر رفح البري واحتلاله من قبل الدبابات الإسرائيلية، وعدم قدرتها على السفر للفحص أو العلاج.

"كل لحظة تمرّ عليَ محسوبة من عمري، أخشى أن تتطور الكتلة التي اكتشفتها في الثدي، ولا أعرف حتى اللحظة إن كانت ورمًا حميدًا أم خبيثًا".

تقول بحرقة لـ"نوى": "كل لحظة تمرّ عليَ محسوبة من عمري، أخشى أن تتطور الكتلة التي اكتشفتها في الثدي، ولا أعرف حتى اللحظة إن كانت ورمًا حميدًا أم خبيثًا. الفحص داخل القطاع معدوم، وحياتي معلقة الآن بفتح المعبر".

اكتشفت أريج -وهي أمٌ لخمسة أطفال- وجود كتلةٍ في ثديها منذ شهر يوليو/ حزيران لعام 2023م، لدى مراجعتها أحد المراكز الصحية بمدينة غزة، إذ كانت تعيش في منطقة جحر الديك، وكان عليها التخلص من شريحة منع الحمل التي تستخدمها منذ ثلاث سنوات، كي تتمكن من إجراء الفحص.

تتابع: "تخلصتُ من الشريحة، وكان موعد الفحص مقررًا في منتصف أكتوبر، ولكن حدثت الحرب ونزحتُ إلى بيت أهلي في منطقة الحدبة غربي دير البلح، وفي ديسمبر/كانون أول من العام ذاته اكتشفتُ أنني حامل، وهذا منعني من إجراء الفحص، أو أخذ جرعات الكيماوي التي كانت مقررة من أجل إجراء عمليةٍ جراحية لاستئصال الورم".

تسعة شهور، توقفت خلالها أريج عن تلقّي أي علاج بسبب الحمل، وهو ما فاقم وضعها الصحي، وبعد الولادة تم منعها من إرضاع الطفل كي تتمكن من مواصلة العلاج، لكنها باتت الآن بحاجة إلى السفر خارج قطاع غزة، من أجل إجراء الفحوصات اللازمة، خاصةً مع انتقال الكتلة إلى الثدي الآخر لتصبح مصابة بكتلتين، وهذا غير ممكن بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح جنوبيّ قطاع غزة.

ولاء (33 عامًا) أيضًا، شابةٌ حرمها إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر من حقها في إجراء الفحص الطبي اللازم، ما جعلها تعيش حالةً من القلق المتواصل.

تقول ولاء (اسم مستعار): "تعرّضت لإصابة يوم نزوحي بتاريخ 13 أكتوبر، فعدت إلى غزة برفقة ابني المصاب، كانت إصابتي طفيفة بينما إصابة طفلي خطِرة، وما زال لا يتحرّك حتى الآن بسبب انتشار الشظايا في جسده، والوضع الصحي في قطاع غزة غير مناسب لحالته".

اضطرت ولاء لاحقًا للنزوح مجددًا إلى جنوبي القطاع، بعد نحو شهرٍ من مكوثها في مستشفيات غزة دون تلقّي العلاج، لتجد الواقع مماثلًا في جنوبه أيضًا، فلا قدرة على التشخيص ولا العلاج.

وتؤكد ولاء حاجة طفلها الماسة للسفر للعلاج في الخارج خاصةً وأنه لا يستطيع الحركة بسبب شظايا في ظهره، كما يعاني من صعوبة في التنفس بسبب إصابةٍ في صدره، ولكن القدر كان يخبئ لولاء المزيد من المآسي.

تكمل: "اكتشفت لاحقًا كتلةً في الثدي، وأثناء إجراء الفحوصات الطبية اكتشفت أنني حامل، ولم أكن أعرف بذلك، الآن أنا بحاجة إلى التحويل للتشخيص والعلاج بالخارج، فبعد جولةٍ على أطباء أورام هنا، لم يتم تشخيص طبيعة الكتلة في ثديي بشكل جيد، وهم بحاجة إلى فحوصات غير متوفرة في قطاع غزة، الآن أنا وطفلي بحاجة للعلاج والتشخيص".

وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت نهاية مايو/أيار الماضي، أن عمليات الإجلاء لدواع طبية التي تشتد الحاجة إليها من غزة، التي كانت محدودة في الأساس، توقفت تمامًا بعد هجوم "إسرائيل" العسكري على مدينة رفح.

الآلاف من مرضى غزة يحتاجون إلى إجلاءٍ طبيٍ عاجل، لكن القليل منهم تمكنوا من مغادرة القطاع المحاصر منذ اندلاع العدوان.

وتشير تقديرات المنظمة، إلى أن الآلاف من مرضى غزة يحتاجون إلى إجلاءٍ طبيٍ عاجل، لكن القليل منهم تمكنوا من مغادرة القطاع المحاصر منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي، في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، إنه منذ أن شن الجيش الإسرائيلي هجومه العسكري على مدينة رفح الجنوبية المكتظة مطلع أيار/مايو الماضي، "حدث توقف مفاجئ لجميع عمليات الإجلاء الطبي".

وحذرت من أن هذه الخطوة تعني أن المزيد من الأشخاص سيموتون بانتظار تلقّي العلاج.

وقالت هاريس "إن منظمة الصحة العالمية تقدر أن حوالي 10 آلاف شخص يحتاجون إلى الإجلاء، لتلقي العلاج الطبي اللازم"، مشيرةً إلى أن من بينهم أكثر من ستة آلاف مريض، يعانون صدمات نفسية، وما لا يقل عن ألفي مريض، يعانون من أمراضٍ مزمنة خطيرة مثل السرطان".

كاريكاتـــــير