غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:
حصلت مؤسسة "فلسطينيات" على جائزة "بطل حرية الصحافة العالمية" (IPI-IMS) للعام 2024م، برفقة مجموعةٍ من الصحافيين، الذين غطّوا الحرب على قطاع غزة.
وتُعدُ هذه المرة الأولى التي تُعطى فيها الجائزة بشكلٍ جماعي، إذ اعترفت بالشجاعة والمرونة الاستثنائية، التي أظهرها الصحافيون الفلسطينيون في تغطية الحرب تحت أقسى الظروف، وفي ظل منع "إسرائيل" للصحافيين الأجانب من دخول القطاع.
ووفقًا لما جاء في إعلان الجائزة، فقد تحمّل الصحافيون الفلسطينيون مسؤولية التغطية داخل غزة، وثابروا رغم الغارات الجوية، وانقطاع الاتصالات، والنزوح، وفقدان الأطفال والشركاء والوالدين وأفراد العائلة الآخرين، في ظل ظروفٍ إنسانية كارثية متفاقمة.
يأتي حصول "فلسطينيات" على الجائزة، اعترافًا بدورها الحيوي كإحدى منظمات الدعم المحلية للصحافيين والصحافيات في قطاع غزة.
ويأتي حصول "فلسطينيات" على الجائزة، اعترافًا بدورها الحيوي كإحدى منظمات الدعم المحلية للصحافيين والصحافيات في قطاع غزة، حيث قدّمت العديد من أشكال الدعم، المالية والعينية، كالملابس والأغطية والمراتب ومجموعات النظافة الشخصية، في ظل انقطاعها، وغلاء أسعار الموجود منها في أسواق القطاع، بالإضافة إلى مساندتها التامة للصحافيات والمستقلات، اللواتي كُن في الخطوط الأمامية للمواجهة، وما لاقته بعضهن من عنفٍ ومضايقاتٍ وترهيب.
تؤمن الجائزة، أن ثمن هذه التغطية كان باهظًا "حيثُ قُتل على الأقل 105 صحافيين/ات وعاملين/ات في وسائل الإعلام بالمنطقة، منذ بدء الحرب قبل ثمانية أشهر، وغالبيتهم/ـن قتلوا/ـن جراء غارات جوية"، وفق ما أورد الإعلان، وهذا العدد يفوق بكثيرٍ أي حرب أو نزاع حديث في هذه الفترة الزمنية.
وحصل على الجائزة بالإضافة إلى "فلسطينيات"، قائمة من "النماذج الشُجاعة"، التي دفعت ثمنًا لا يمكن تصوره من أجل تأدية الرسالة، ومن ضمنها وائل الدحدوح رئيس مكتب الجزيرة العربية في غزة.
استمر الدحدوح في التغطية رغم معاناته التي لا تُحتمل، حيث تسببت غارةٌ جويةٌ في مقتل زوجته وابنه وابنته وحفيده، فيما أصيب الدحدوح لاحقًا، بغارةٍ نفذتها طائرة بدون طيار، أسفرت عن مقتل زميله سامر أبو دقة، ليُفجع مؤخرًا بمقتل ابنه الصحفي حمزة الدحدوح، في غارةٍ صاروخيةٍ إسرائيلية، استهدفت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكرّمت الجائزة بلال جاد الله، الذي وصفته بالمدافع عن حرية الإعلام، الذي يُشار إليه غالبًا بـ "الأب الروحي" للصحافة في غزة. في التاسع عشر من كانون الثاني/ نوفمبر للعام 2023م، قُتل جاد الله بعد أن أصابت قذيفة إسرائيلية سيارته، بعد سنواتٍ عديدةٍ كان فيها "وجه الصحافة المستقلة في غزة".
أسس الصحافي جاد الله "بيت الصحافة- فلسطين" عام 2013م، بهدف تعزيز حرية الصحافة، وتوفير الحماية القانونية للصحافيين، وتقديم الملاذ الآمن للمراسلين الذين يُغطون المنطقة، لكن هذا "البيت" دُمّر بغارةٍ إسرائيلية في شباط/فبراير الماضي، بما فيه من معدات أساسية للصحافيين الذين يواجهون تحديات الحرب.
وفي تعليقه، قال المدير التنفيذي لـ( IPI) فراني مارويك: "لقد أظهر الصحافيون الفلسطينيون شجاعةً ومرونةً لا تصدق في تغطية الحرب بغزة في ظل ظروفٍ لا يمكن تصورها (..) تُكرم هذه الجائزة تلك الشجاعة في توثيق الحقيقة والحفاظ على إعلام العالم".
وأضاف: "عبر هذه الجائزة، نكرر دعوتنا للوقف الفوري لقتل الصحافيين في غزة، والتزام إسرائيل بواجبها في حمايتهم وحماية المدنيين خلال أوقات النزاع المسلح"، مطالبًا السلطات الإسرائيلية بالتحقيق بشفافية ومصداقية في جميع حالات قتل الصحافيين من قبل قواتها، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك في أسرع وقت.
وتابع مارويك: "يجب على إسرائيل أن تضمن العدالة فيما يتعلق بمقتل مراسلة الجزيرة وبطلة حرية الصحافة العالمية IPI-IMS شيرين أبو عاقلة عام 2022م. إن استمرار الإفلات من العقاب، يُلقي بظلالٍ قاتمةٍ على الصحافة في فلسطين، والمنطقة الأوسع كذلك".
بدوره، وصف المدير التنفيذي لـ( IMS) جيسبر هويبرج الواقع الذي يعيشه سكان قطاع غزة، بـ"المعاناة الممتدة على نطاقٍ لا يمكن تصوره"، وقال: "يعيشون في مجاعةٍ من صنع الإنسان".
وأضاف: "لا نبالغ في الحديث عن أهمية عمل الصحافيين بغزة، من حيث كشف العواقب المروعة للطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب هناك"، مردفًا بالقول: "على مدار الحرب، قدم الصحافيون المحليون لمواطنيهم معلومات حيوية، وغالبًا ما كانت منقذة للحياة، فكانوا عيون وآذان العالم على الأرض، وحملوا عبء التغطية وسط القصف المستمر والفقدان الذي لا يمكن تصوره".
وأكمل: "بهذه الجائزة، نكرم شجاعتهم وإصرارهم على عدم السكوت، وجهودهم في توثيق الجرائم المحتملة في غزة".
وتُقدَّمُ جائزة "أبطال حرية الصحافة العالمية" هذا العام، خلال حفلٍ خاص بمؤتمر (IPI) العالمي، ومهرجان ابتكار الإعلام في سراييفو، في الثالث والعشرين من آيار/مايو الجاري.
وقد تم اختيار الفائزين بها، من قبل لجنة دولية مؤلفة من ( IPI، IMS)، وعويس أسلم علي، الأمين العام لمؤسسة الصحافة الباكستانية؛ وآن ليباجارف، رئيسة لجنة (IPI) الوطنية في فنلندا؛ وخوسيه زامورا، رئيس الاتصالات والتأثير في Exile Content، وابن بطل حرية الصحافة العالمية (IPI-IMS ) المسجون خوسيه روبين زامورا.
ومن الجدير ذكره، أن جائزة بطل حرية الصحافة العالمية (IPI-IMS) تمنحُ سنويًا، وقد كانت من نصيب الصحافية المكسيكية كارمن أريستجي في العام 2023م.
وقد كرّمت الجائزة لعقود العديد من التحقيقات الصحافية الجريئة، رغم الجهود المستهدفة لإسكاتها. وممن شملهم تكريمها "آنا بوليتكوفسكايا، وكارلوس دادا، وكاثرين جراهام، وهرانت دينك، وشيرين أبو عاقلة، وليديا كاشو".