شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاحد 28 ابريل 2024م16:10 بتوقيت القدس

ألوانٌ على الرُّكام.. ورسائل من قلب الفقد والنزوح

07 يناير 2024 - 16:16

شبكة نوى، فلسطينيات: رفح:

تمسك الفنانة التشكيلية الشابة أمل أبو السبح (٢٦ عامًا) بالريشة والألوان، وترسم على أنقاض المنازل المدمرة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لوحاتٍ فنية تجسد معاناة النزوح التي عاشتها منذ نحو شهرين.

مشاهد للاشتباكات، وأخرى تجسِّدُ الصمود، وثالثة تحكي عن معاناة النازحين في الخيام وفي مراكز الإيواء؛ تندمج فيها الألوان الزيتية بركام المنازل المدمرة، لتحكي قصة شعبٍ يُعاني ويلات العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر، في حربٍ أبيدت تحت نيرانها آلاف العائلات، وتجاوز عدد ضحاياها 22 ألفًا، ونزح  خلالها أكثر من مليون ونصف إنسان.

"نزحتُ من بيتي في معسكر الشاطئ غربيَّ مدينة غزة بعد تدمير الاحتلال له بالكامل، وأعيش الآن نازحةً في مدينة رفح جنوبي القطاع" تقول لـ"نوى".

الشابة التي أصرت وعائلتها على البقاء في مدينة غزة حين طالب الاحتلال المواطنين بالنزوح، أجبرت في النهاية مع مئات الآلاف على الخروج تحت وطأة الأحزمة النارية التي ضربها الاحتلال في كل مكان. ومن مكانٍ إلى آخر، جرّبَت النزوح إلى عدة أماكن كانت تتعرض للقصف حتى رست أخيرًا في رفح، بعد العديد من التجارب القاسية والمرعبة.

تمتلك أمل موهبة الرسم منذ صغرها كما تحكي، "فقد فُطرت على الفن، وتطورت موهبتي فيه مع الزمن حتى وصلتُ للاحتراف".

وتخبرنا: "قبل الحرب كنت أميلُ لرسم المشاهد الطبيعية والجمالية، وللفن الكلاسيكي القديم، وعندي حب التغذية البصرية للوحات العالمية، فقد كان هذا حلمي".

لكن تجربة الحرب أثّرت فيها بشكل عميق، وأخرجت من داخلها شغفًا مكتومًا، فقد ظهرت لديها فكرة الرسم على الأنقاض، وصمَّمت على المضيِّ قُدمًا في تحقيقها.

تقول: "ظهَرَت الفكرة بسبب الكبت، والمؤثرات الخارجية غير المريحة نفسيًا لي خيّمت على نفسيتي كفنانة، والتعلق الروحي ببلدي جعلني استمدُّ من شغفي رسائل كالمطالبة بوقف العدوان، أو شد العزم بأن مهما قست الظروف لا يجب أن نيأس أو نتخلى عن بلادنا التي أجبرنا على النزوح منها".

فمهما كانت مخلفات الحرب تجسدُ الدمار وتفاصيله القاسية، وتفرض علينا حياةً لم نتوقعها، إلا أن رسالتنا أننا سنبقى متجذّرِين في أرضنا ونزدادُ تمسكًا بها.

تُكمل: "وفي ظل تواصل العدوان وحالة الرعب التي نعيشها، أواجه الكثير من المعوّقات لكنني أحاول بما أوتيت من إمكانيات بسيطة إيصال رسالتي".

الشابة التي كانت تحلم بالكثير من الأشياء قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مثل إظهار الجمال في مدينتها التي تحب، وإظهار ذلك في معارض عالمية، باتت الآن أمنيتها الأولى أن تتوقف هذه الحرب المجنونة التي طالت البشر والحجر والشجر، ولم تترك شيئًا إلا وغيّرته.

تضيف: "ما زلت أتمنى أن أكون يومًا ما اسمًا لامعًا في عالم الفن التشكيلي".

وخلّف العدوان الإسرائيلي الذي تجاوزت مدته الثلاثة أشهر، أكثر من 22 ألفًا من الشهداء، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى تدمير أكثر من 555 ألفًا من الجريحات والجرحى، وآلاف المفقودين والمعتقلين، إضافةً إلى تدمير أكثر من 65 ألف وحدة سكنية بشكلٍ كامل، و290 وحدة دُمرت تدميرًا جزئيًا، وما زال العدوان مستمرًا.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير