شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الاربعاء 07 يونيو 2023م15:20 بتوقيت القدس

علا كريم.. وليدة "الكدح" وأمُّه

28 مارس 2023 - 14:45

قطاع غزة:

على بسطةٍ صغيرةٍ في أحد الأسواق الشعبية غربي مدينة غزة، تعرض السيدة علا كريم (42 عامًا) بعض الخضار للبيع، وبين ملامح وجهها تحمل همَّ العودة بما قد لا يكفي لاحتياجات خمسة أبناءٍ وزوجٍ مريض، تعيلهم وحدها بما استطاعت من قوةٍ ودعاء.

النساء هنا مثقلات بالتجارب، ويحاولن رفع مستوى أسرهن الاقتصادي بأي وسيلة، في المنزل مثلًا يتدبّرن الطعام أيًا كان لتوفير مصاريف الشهر، ويكتبن الأولويات على ورقة، ولو على حساب صحّتهن.

مع ساعات الصباح الباكر، تجهز السيدة بضاعتها التي تشتريها من مزارعين لتبيعها في السوق للزبائن. تنطلق بعربةٍ تجرها بيديها، وتستقر في إحدى النقاط، يساعدها أبناؤها، "لكن العبء الأكبر بالطبع، يقع على عاتقها هي" تقول.

وتضيف: "لقمة العيش صعبة، لم يكن أمامي خيارات أمام تراكم الديون وإيجار المنزل، أبنائي يحتاجونني وزوجي كذلك، لذلك وجدتُ في بيع الخضار سبيلًا للرزق".

والعمل في بيع الخضار، تحديدًا للنساء اللاتي يفترشن الأرصفة بالطبع ليس سهلًا. يمرّ رجالٌ أحيانًا فيستنكرون سؤالهن عن الخضار، وهذا تمامًا ما يحدث مع علا، عندما يسأل بعض المشترين عن "البائع" على هذه البسطة، وهنا تردُّ بـ "أنا، تفضل يا أخي" فتجدهم يتحرّجون.

تتابع علا: "الإرادة هي من تدفعني للمواصلة في البيع برغم الشقاء، أفرح لأي مبلغ بسيط أحصله فيساهم بإنعاش منزلي، أُقدّر النعمة مهما كان قدرها، وترعبني فكرة المكوث في المنزل وانتظار المساعدات لتطرق بابي".

ولعل المتعارف عليه، هنا في فلسطين عمومًا، أن الناس يكبرون قبل أوانهم. يشيبون شبابًا، تحت الاحتلال الذي يحاربهم في أدنى تفاصيل حياتهم، وعلى لسان السيدة "نحن مجبرون على العيش هكذا، نكافح منذ صغرنا. كل ظروفنا ترتبط مباشرة بالأوضاع الاقتصادية التي يتحكم بها الاحتلال".

وعن أكثر ما تتمناه، أن تفتح بسطة كبيرة تبيع فيها الخضار، يعمل فيها أبناؤها، وتساعد شبانًا آخرين يحتاجون العمل أيضًا، "تخيلي، حتى هذا الأمر أصبح حلمًا هنا" تختم بتهكم.

كاريكاتـــــير