شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م09:57 بتوقيت القدس

جنين تودع أقمارها والوطن يتوشح بالحداد

08 مارس 2023 - 12:00

نابلس:

"عشنا ثلاث ساعات من الرعب، حصار للمخيم وإطلاق صواريخ صوب المنزل المحاصر وطائرات حربية تحوم في الأجواء، 6 شهداء كانوا الضحية لهذه الجريمة".

قالتها شاهدة عيان من مخيم جنين بالضفة الغربية، الذي تعرّض الليلة الماضية لعدوان إسرائيلي، وتحت متابعة من الطائرات الحربية، هاجمت مجموعات كبيرة من جيش الاحتلال المخيم وحاصرت أحد بيوته، واتخذت من أخرى مراكز للقناصة ولإطلاق قذائف الأنيرجا صوب البيت الذي تم قصفه واستشهاد ستة مواطنين، بعد ان تحوّل إلى ركام ممزوج بالدماء وآثار البارود.

والشهداء هم: محمد غزاوي (26 عاما)، معتصم صباغ (22 عاما) من مخيم جنين، ‏‎طارق ناطور (27 عاما) و‏‎زياد الزرعيني (29 عاما) من مدينة جنين، محمد خلوف (22 عاما) من بلدة برقين بمحافظة جنين، و‏‎عبد الفتاح خروشة (49 عاما) من مخيم عسكر بنابلس، بينما أصيب 26 آخرين، وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة.

نصري فياض، هو شاهد عيان آخر على المجزرة، إذ يسكن في البيت المجاور للبيت المستهدف، حيث تم حصار بيته وثلاثة بيوت أخرى.

يروي الرجل ما حدث: "في حدود الساعة الثانية والنصف اقتحمت قوات خاصة المنطقة من جهتين وحاصرت بيت جيراننا، إضافة إلى بيتي وثلاثة بيوت أخرى، وسرعان ما بدأت المعركة بإطلاق النار، استخدموا ساحة منزلي لقصف بيت جيراني بقذائف الأنيرجا، تكسرت كل محتويات البيت أثناء المعركة التي استمرت ثلاث ساعات".

ويكمل: "حاولت الاختباء أنا وعائلتي في عدة أماكن بالبيت، وكلما وصل لهب النيران والرصاص إلى المكان نغيّره فورًا، ولم يبق سوى المرحاض اختبأنا فيه أنا وزوجتي وأطفالي، حالة من الذعر عشناها طوال الاشتباكات التي اشتدت في الربع ساعة الأخيرة، ومع توقفها دخل الجيران إلى بيتنا وحاولوا مساعدتنا، ومن بيت الجيران انتشلوا أربعة شهداء قبل أن ينتشلوا اثنين آخرين".

وتتهم سلطات الاحتلال الشهيد خروشة وهو أسير محرر، بالمسؤولية عن عملية حوارة التي وقعت قبل عشرة أيام على مفترق حوارة قضاء نابلس، حيث قتل اثنين من المستوطنين.

وسط صيحات التكبير والوعد بالبقاء على عهد الشهداء، شيع آلاف المواطنين بمدينة نابلس الشهيد خروشة من منزله في مخيم عسكر، فمنذ الليلة الماضية تدافع الآلاف إلى محيط منزله ورددوا هتافات غاضبة ومنددة بجريمة الاحتلال، وامتداحًا لتضحيات الشهيد الذي قضى ما مجموعه ثمانية أعوام في سجون الاحتلال، حيث تحرر منذ شهرين فقط بعد قضائه 40 شهرًا.

بيت الشهيد خروشة، تعرّض يوم أمس لعدوان مباغت من قوات الاحتلال تزامنًا مع بدء العملية في جنين، واعتقال أبناء الشهيد الثلاثة.

من وسط جموع المعزّيات كانت أم خالد خروشة زوجة الشهيد عبد الفتاح تضغط على عينيها في محاولة للتماسك وهي تتحدث عن زوجها لتلفزيون فلسطين: "هو رجل صدق الله في تضحياته، وكانت الشهادة أمنية بالنسبة له، والله أكرمه بها".

أثناء اقتحام القوات الخاصة لمدينة ومخيم جنين

في أواخر فبراير، كانت قوات الاحتلال نفذت جريمة بمدينة نابلس، قتلت خلالها 11 مواطنًا، إضافة إلى عشرات الإصابات، جريمة استفزت مشاعر كل فلسطين، حينها تابع خروشة ما حدث بحزن.

تعقّب زوجته: "هو تابع العملية بحزن ولا أدري ما فكّر به وقتها، لكن أي ردة فعل ستكون طبيعية بسبب حالة القهر الذي نعيشه".

وعن اعتقال أبنائها الثلاثة وحرمانهم من حضور تشييع ولدهم تقول: "حين اقتحمت قوات الاحتلال المنزل اعتدوا بالضرب على ابني الأوسط محمد واعتقلوه وما زالت آثار دمائه في البيت، أما ابني البكر فتم اعتقاله من بيته في منطقة المساكن، وابني الثالث لا أدري ما حدث معه ولكن أخبروني أنه تم اعتقاله، أبنائي الثلاثة لا أدري عنهم شيئًا".

وقال د.وسام بكر مدير مستشفى جنين الحكومي، إن ما حدث هو جريمة بشعة حيث وصل الشهداء الستة وعلى أجسادهم آثار إصابات بالغة في الصدر والرأس نتيجة الرصاص المتفجر، وأحدهم تعرض لتهتك وبتر أجزاء من جسده.

وتابع أن الإصابات تم التعامل معها، ولكن هناك حالة خطيرة جدًا تم تحويلها إلى مستشفى، فالضحية تعرض لإصابة في الصدر والبطن وتم عمل إنعاش له، وإصابة أخرى خطيرة موجودة في مستشفى الرازي لطفل يبلغ من العمر 14 عامًا.

أما الإصابات الأخرى فهي في الصدر والبطن، مصابة بالرصاص الحي والمتفجر وشظايا الصواريخ، وهي من المحرمة دوليًا لكن الاحتلال لا يأبه بذلك، مؤكدًا إن قوات الاحتلال أعاقت وصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية وأطلقت النار نحوهم، وكل دقيقة تأخير تؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للمصابين.

واحتجاجًا على الجريمة، قالت وكالة الأنباء الرسمية وفا، إن الإضراب الشامل عمّ اليوم كل الأراضي الفلسطينية حدادًا على أرواح الشهداء الذي ارتقوا خلال العدوان على مخيم جنين،

وقال منسق لجنة التنسيق الفصائلي عصام بكر إن الإضراب يأتي استنكارا لمجزرة الاحتلال التي ارتكبها في جنين ومخيمها، واستمرار مسلسل القتل بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن الإضراب اقترن بالخروج بمسيرات غضب في المواقع كافة.

وأصدرت الفصائل الفلسطينية كافة بيانات منددة بالجريمة، وداعية إلى المشاركة في الإضراب الشامل، والمسيرات الداعمة لنابلس وجنين اللتين تتعرضان لعدوان متواصل.

كما دان البرلمان العربي، الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة جنين، وحمّل البرلمان، في بيان له اليوم حكومة اليمين المتطرفة مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بتفجر الأوضاع الأمنية والإنسانية، وتدمير كل الجهود الرامية لعملية السلام، وإعادة الاستقرار في المنطقة، في انتهاك صريح لقواعد القانون الدولي والإنساني، وقرارات الشرعية الدولية.

كما دانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الجريمة المروعة في جنين ومخيمها، واستنكرت في بيان لها اليوم استمرار أعمال العنف والترهيب التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون في بلدة حوارة، معتبرة ذلك امتدادا للعدوان الإسرائيلي المفتوح على الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير