شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الاربعاء 07 يونيو 2023م15:42 بتوقيت القدس

مدينة القمر تبكي.. خمسة شهداء في "عقبة جبر"

06 فبراير 2023 - 15:38

شبكة نوى، فلسطينيات: أريحا:

بدَت صلبةً كصخرةٍ تسند جبلًا! تتحدث إلى وسائل الإعلام فلا يرتعش صوتها إلا إذا ذكرت اسم أحدهما: رأفت وإبراهيم وائل عوادات، ولَديها، اللذين استشهدا صباح اليوم في مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.

قالت أمام عين الكاميرا، بينما كانت تستقبل المعزّين في بيتها: "حياتنا تُختصر تحت اعتداءات الاحتلال. لقد أصبحت الجرائم أكبر من طاقتنا على التحمل".

حاولت جاهدةً استجماع قواها، واستدعت الكلمات بصعوبة لتخبر الموجودين عنهما: "حبيبا قلبي، كانا كالبلسم للجرح، يُنشِدان على الدوام للأم، ويربتان على قلبي في وجه كل هَم. كانا دائمَي الحديث عن اعتداءات الاحتلال على الشباب الفلسطيني، وكانا يحاولان العيش والتعايش، لكن الوطن كان يعني لهما الكثير".

رأفت (21 عامًا)، وشقيقه إبراهيم وائل عوادات (27 عامًا)، استشهدا صباحًا، بعد اقتحام جيبات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية، لمخيم عقبة جبر جنوب المدينة، وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة، قبل أن تتسلل قوات خاصة إلى الداخل، وتغتال مجموعة من الشبان، وتحتجزهم دون أي معلومات عنهم.

ونشر الإعلام الفلسطيني، أسماء الشهداء اللذين ارتقوا برفقة رأفت وإبراهيم، وهم: مالك لافي (22 عامًا)، وأدهم مجدي عوادات (22 عامًا)، كما استشهد شاب خامس لم تُعرف هويته.

ووفقًا لما نشره تلفزيون فلسطين عن مراسلته وطن بلّاص، فقد أغلقت قوات الاحتلال المخيم، ومنعت الطواقم الطبية والصحفية من دخوله، خاصة في المنطقة التي حوصر فيها المنزل الذي تواجد بداخله الشبان الخمسة، وأُطلقت عليهم النيران.

ومع انسحاب قوات الاحتلال، تجمّع مئات المواطنين في حالة غليان وغضب شعبي، وبدأوا بترديد الهتافات التي تحيي الشهداء ونضال الشعب الفلسطيني، وتصبّ جام غضبها على الاحتلال الذي يواصل حصار المخيم منذ أكثر من 10 أيام، حتى الآن.

وتبلغ مساحة المخيم الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن مركز مدينة أريحا (689 دونمًا)، ويبلغ عدد سكانه نحو 10 آلاف نسمة حاليًا.

وعن تاريخه، فقد تأسّس عقب النكبة عام 1948م، حيث كانت تبلغ مساحته 1689 دونمًا، وكان يضم نحو 30 ألف نسمة من الفلسطينيين الذين هاجروا من قرابة 30 قرية من حيفا، ومناطق غزة، والخليل، ويعاني حاليًا ذات الظروف القاسية التي تعانيها باقي المخيمات الفلسطينية، من ضعفٍ في الخدمات واكتظاظ سكاني.

مدير نادي الأسير عيد براهمة قال: "عشرة أيام من الحصار المتواصل، نجم عنها اعتقال أكثر من 35 مواطنًا. جريمة اليوم ارتكبها الاحتلال بدمٍ بارد، وزاد عليها باحتجاز جثامين الشهداء، واصطحابها إلى مكان غير معلوم".

ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية "وفا"، فقد اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية مواطنين، هم: شاكر عمارة، والشقيقان إيهاب وأحمد محمد حميدات، وعبد الحافظ فخر عويضات، وفخر عبد الحافظ عويضات، ومحمد فخر عويضات، ومحمد رياض عويضات، وعبد الحافظ وائل عويضات.

من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية الجريمة، وأكدت أن ارتكابها يؤكد مضي حكومة الاحتلال في مسلسل الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، و"هي بمثابة تحدٍ لكل الجهود الدولية التي بُذِلت خلال الأيام الماضية لوقف العدوان".

وأشارت إلى أن الصمت الدولي على انتهاكات الاحتلال وجرائمه، يشجعه على ارتكاب المزيد من المجازر ضد شبعنا، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخل، والضغط على حكومة الاحتلال لوقف تصعيدها الخطير، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة "حماس": "هذه المجزرة ستكون وقودًا للثورة العظيمة للشباب الثائر، وشعبنا ومقاومته لن يتأخروا بالرد"، مضيفًا: "عمليات القتل بهذه الطريقة، تؤكد التخبط الكبير للاحتلال في التعامل مع تصاعد وتمدد المقاومة في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وعجزه عن إيقاف تصاعدها الكبير".

بدوره قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، طارق عز الدين: "إن هذه الجريمة الجديدة لن ترهب شعبنا ومقاومينا"، مضيفًا: "الاحتلال الذي قام على أرضنا منذ احتلال فلسطين بالقتل والدمار والإرهاب لا يفهم سوى لغة القوة، وشعبنا الفلسطيني حي لن يتراجع عن مقاومته حتى دحره عن كامل تراب فلسطين".

كاريكاتـــــير