شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م14:00 بتوقيت القدس

مجزرة جنين.. من يوقف النزيف؟

28 يناير 2023 - 20:53

جنين:

"جيب عسكري" يمرّ فوق جثمان فلسطيني؛ أي عين ستمرّ بسلام عن المشهد؟ أي عين لن تعود بذاكرتها لآلاف هذه المشاهد؟ يوم يمرّ الاحتلال فوق أجساد الفلسطينيين ويمثل بهم، يوم ينتزع أكبادهم من بين أحضان أمهاتهن، حتى في أحشائهن، هم مستهدفين أيضاً!

وقعت المجزرة في مخيّم جنين، حين اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة المدينة يوم الـ 26 من يناير/كانون الثاني بعربة تشبه محلية تنقل البضائع، علت أصوات الرصاص وأطلقت المساجد نداءها لشباب المخيم ليتصدوا، لكن الجنود لم ينفكوا عن استخدام أسلحة ومسيرات خلال عدوانهم!

وأسفر العدوان على جنين عن استشهاد تسعة فلسطينيين وجرح العشرات، بينها أربع إصابات خطيرة، غالبيتها في الجزء العلوي، "وهذا يعني أن إطلاق النار على المواطنين كان بقصد القتل" وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينية.

وأكدت الوزارة أن شهداء العدوان على جنين هم: عبد الله مروان الغول (18 سنة)، معتصم محمود أبو الحسن (40 سنة)، وسيم أمجد عارف الجعص (22 سنة)، نور الدين سامي غنيم (25 سنة)، محمد سامي غنيم (28 سنة)، محمد محمود صبح (30 سنة)، صائب عصام زريقي (24 سنة)، عز الدين ياسين صلاحات (22 سنة)، الشهيدة ماجدة عبيد (61 سنة).

مشهدان في العدوان:

امرأة من جنين راحت تسحب جثمان الشاب عز الدين صلاحات إلى داخل منزلها بعد استشهاده أمام الباب، وكأن قوة إلهية حطت في قلبها، كانت ملامحها تختنق، تحاول لجم دموعها التي سالت على جسده النحيل، مات الشاب برصاص الاحتلال. كفّنت وجهه بالكوفية الفلسطينية وأخذت تتحسّس ملامحه، هل كانت تفكّر بأمه؟ فقصص الأمهات الفاقدات قاسية. هل سيكون ابني مكانه يوماً ما؟ سؤال راود كل أم تأملت المقطع الذي راج عبر مواقع التواصل.

ما هذا الجنون الذي نعيشه؟ يتساءل الفلسطينيين، جنون في كلّ مرة يظنون أنهم ينسونه أو ربما يحاولون تناسيه لخلق طاقة أكبر تجعلهم يستوعبون ما سيحدث لاحقاً، فنزيف الدم في فلسطين لا يتوقف، ولن يتوقف بوجود الاحتلال الذي لا يوفّر أدنى فرصة لقتل الناس.

ماجدة عبيد فلسطينية تبلغ من 61 عاماً، انتهى عمرها برصاصة إسرائيلية باغتت أمانها في غرفتها! تقول ابنتها إنها صلّت الفجر، حملت القرآن الكريم وقرأت ما تيسّر من آياته. سمعت أصوت الرصاص فكثفت الدعاء إلى أن اقترب الصوت أكثر حتى وصلت رصاصة عنقها بشكل مباشر.

وقعت ماجدة أرضاً، ودمها سال بغزارة، ركضت ابنتها نحو الغرفة عندما سمعت ارتطامها بالأرض، كان المشهد صادماً. يمّه استني يمّه لا تروحي! صرخت، لكنه الموت! تتعدد طرق الموت والفاعل واحد في فلسطين. إنه الاحتلال! قتلك يا ماجدة، قتلك يا أم زياد، قتلك يا حنونة! ردّدت الابنة. 

كاريكاتـــــير