شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الجمعة 02 يونيو 2023م07:28 بتوقيت القدس

حلوى شعبية لها من اسمها نصيب

نابلس عامرة برائحة "الطمرية".. وضحكة "العم توفيق"

21 نوفمبر 2022 - 14:32

نابلس:

يطلبُها المغتربون، ولا يغيب طعمها عن زوّار المدينة. "الطمرية" معشوقة النابلسيين في أيام البرد والمطر، وصديقة المشتاقين لأيام الصبا والشباب في حواريها القديمة.

في نابلس، يُبدِعُ الفلسطينيّون في تقديم حلوياتهم الشعبية، "الكنافة النابلسية" التي جابَت بطعمها المُبهج العالم على رأسها، لكن هناك أيضًا، لـ "الطمرية" نصيبٌ من بريق العراقة.

تُصنع "الطمرية" من السميد والنشاء والسكر والماء، يضاف إلى ذلك كله ماء الزهر، أو المستكة ثم ترقق العجينة، بينما تجهز "البالوظة" وتُقسَّم إلى قطع ليتم وضعها بداخل العجينة قبل طيِّها على شكل مربع، وفي المرحلة الأخير تُقلى بالزيت في مرحلة "طمرها" إذ جاء اسمها من هنا، كونها تطمر بالزيت.

"فيها نكهة الأجداد وقصصهم، هي عنوان صباحية الأفراح ومنبع فرح النابلسيين"، يقول توفيق عسقلان في وصفها، وهو أحد أمهر صانعيها في محله الصغير، من داخل البلدة القديمة في المدينة.

يخبرنا أن شوارع مدينته تصنعها طوال العام، "لكن الطلب عليها يزيد في الشتاء، إذ يعدُّها الناس أحد أصناف طعام الفطور المهمة، خاصة في لمّة العائلة بأيام الجمعة، بالإضافة إلى توزيعها بالمناسبات السعيدة انطلاقًا من عادات تلتزم فيها نابلس، نابعة من الكرم، وحسن ضيافتهم".

لم يفكر عسقلان يوماً بتغيير أو إلغاء صنف حلوياته التي يبيعها للناس وأشهرها الطمرية، فهي حبيبته، وهو أوفى صانع لها، يحرص على المحافظة عليها وتوريث طريقة إعدادها لأبنائه وأحفاده على الرغم من مردودها المادي القليل، كونها تُباع بأسعارٍ قليلة، إذ يتراوح سعر القطعة الواحدة منها بين ربع دولار، وأكثر من نصف دولار.

ويقدر عدد محلات بيع "الطمرية" في نابلس بحوالي 15 محلاً، لكن هناك شبان ينشطون أيضًا ببيعها في أماكن أخرى من المدينة، عبر بسطات وعربات تنتشر في الأسواق الشعبية، والشوارع، والحارات.

يتابع الرجل: "أحلى أيامي هي تلك التي يأتي فيها إليَّ زائرٌ من غير المدينة، سواءً كان فلسطينيًا أو لا. يكفي أن يطلبها مني بعد أن سمع بها وبحلاوة طعمها من الذين تناولوها. هنا حقيقةً تغمرني الفرحة، وأشعر بإنجازٍ عظيم، فهي من تراث مدينتنا وثقافتها".

كاريكاتـــــير