شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 15 اكتوبر 2024م13:19 بتوقيت القدس

"سبيستون" في حي الأمل.. غيثٌ بعد عدوان

21 اعسطس 2022 - 11:38

شبكة نوى، فلسطينيات: عرف ميسرة بأن حفلًا غنائيًا للأطفال سيُقام مساءً في منتزه حي الأمل في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، فأكل رأس أمه -وفق وصفها- منذ أن "جهجهت" شمس الصباح.

تقول منار النملة: "لم يهدأ له بال حتى قررتُ تمام الثالثة عصرًا التحرك بإخوته نحو ساحة الاحتفال. كان يسألني طوال الطريق عن الأغنيات التي سيسمعها هناك من مسلسلات قناة سبيس تون الكرتونية، فهو يحفظها عن ظهر قلب: بابار، باتمان، أنا وأخي، فلونا، نونتان، وغيرها، ولما كنتُ أجيبه (كلها) كان يصرخ فرحًا من قلبه".

الفعالية التي نفذها مكتب فلسطين للموسيقى بالتعاون مع بلدية خانيونس بغرض التفريغ النفسي للأطفال بعد العدوان الأخير الذي طال قطاع غزة، تخللتها العديد من الفقرات الترفيهية والغنائية، كالسيرك، والمُهرج، والرسم على الوجوه، والتفاعل مع الأغاني الهادفة التي غنتها فرقة شبابية عن مسلسلات قناة الأطفال الشهيرة سبيس تون.

خلال الحفل، كانت أم ميسرة تحاول حث صغيرها ذو الأعوام الستة على الاندماج عبر الترديد مع المغنين، والتصفيق بقوة. تضيف: "لا أعرف إن كان طفلي بالفعل يريد الاستماع للأغاني، أم أنه بحاجة لأي صخب يخرجه من حالة الخوف التي سيطرت عليه بعد العدوان الأخير".

وتكمل: "قبل العدوان الأخير، كنتُ منشرحة القلب كوني تمكنت -ولو بالحد الأدنى- من تخليصه من آثار عدوان 2021م، فجاء عدوان جديد، وهدم كل محاولاتي، وأعاد الحال إلى ما كان عليه".

الطفل الذي أكمل السادسة من عمره قبل شهرين، يخشى حتى دخول الحمام وحده، وتشكل أصوات الطائرات والزنانات مصدر قلق دائم بالنسبة له، "وهذا الحفل جاء بمثابة فرصة ذهبية لنخرج من أجواء العدوان بكل ما حملته من أوجاع وآلام" تعقب السيدة.

وتلفت أم ميسرة الانتباه إلى أن الأطفال في محافظة خان يونس عمومًا، لا يحظون بشكلٍ دائم بمساحات ترفيه، "وهذا ما جعل هذا الحفل، فرصةً لا تعوض بالنسبة لكثيرين لا يستطيعون الذهاب دومًا إلى مركز الفعاليات الكبرى التي غالبًا ما تُنفذ بمدينة غزة" تزيد.

سيولٌ بشريةٌ من النساء والأطفال غطّت فراغات المنتزه الذي حظي بيوم احتفال مجاني الدخول، كـنوعٍ من الدعم النفسي، والترفيه لأطفال المدينة.

في زاويةٍ جانبية، كانت الخمسينية أم نور غيلان تجلس على كرسيٍ بلاستيكي برفقة ابنتها وكنّتها (زوجة ابنتها)، لكننا لم نلمح قربها طفلًا أو طفلة. ولما كان تفاعلها وصاحبتيها في المشوار عاليًا ومفعمًا بالحياة كان لا بد من مقابلةٍ قصيرة. قالت: "يعني لو ما عناش صغار ما نيجيش؟"، ثم ضحكت وأكملت: "ابنتي هذه في عامها الجامعي الأول، وزوجة ابني لم تتجاوز العشرين. حتى أنا بحاجة للترفيه في ظل التراكمات الثقيلة التي يتركها العدوان في قلوبنا النازفة، حتى لو لم تصبنا بشكل مباشر".

بصحبة والدته جاء الطفل أديب الدرباشي سبع سنوات، واعتلى أحد الكراسي محاولًا رؤية منصة الحفل بوضوح. تمايل مع الأغنيات وصفق رافعًا يديه، وقال: "كنا في زيارة لبيت جدتي وعلمنا بوجود الحفل. ياريت دايمًا بتتكرر هيك حفلات، اللي بتخلينا نحس بالفرحة".

تعلق والدته: "لم أترد لحظة في القدوم فور أن علمت بوجود الحفل. هنا نادرًا ما تقام فعاليات ترفيهية للأطفال في محافظة خانيونس، رغم تعطّش الأطفال واحتياجهم الشديد لذلك، وتحديدًا في ظل العدوانات المتكررة على القطاع".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير