شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الاربعاء 07 يونيو 2023م15:32 بتوقيت القدس

صواريخ الاحتلال التي أصابت صدر التعليم في قطاع غزة

27 مايو 2021 - 15:14

غزة:

يقلّب الطالب الفلسطيني جهاد أحمد "11 عامًا" المقاعد الدراسية المحطّمة في فصله الدراسي بمدرسة معاذ ابن جبل الواقعة أقصى شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي تعرّضت للقصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

فما إن وضعت المدافع أوزارها، حتى اندفع جهاد برفقة عدد من زملائه الذين يسكنون قرب المدرسة لتفقّد آثار الدمار الذي لحق بفصولهم الدراسة.

يقول جهاد ابن الصف السادس:"لا أعرف لماذا استهدفوا الفصل وقصفوه، جئت لأطمئن يمكن أجد شيء مش مدمر، وجدت صفي كله مكسّر، المقعد والطاولة وكل شيء، الصف كإنه ليس هو".

وقد تسببت قذائف الاحتلال بإحداث فتحات واسعة في سقف الغرفة الصفية وتكسير المقاعد الدراسية والطاولات والجدران والسبورة، في فصل كان يُصنّف أنه الاجمل في المدرسة كلها.

ويبدي مربي الصف المعلّم محمد اكتيع أسفه على الفصل الذي حاز لقب أجمل فصل بالمدرسة ضمن مبادرة أجرتها المدرسة بهذا الخصوص، قبل أن يحيله الاحتلال بصواريخه إلى هذا الحال من الدمار الكبير.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي شنّت عدوانًا على قطاع غزة في 10 مايو الحالي، استمر 11 يومًا مخلّفًا أكثر من 240 شهيدة وشهيدًا ونحو 2000 جريح، و17 ألف وحدة سكنية مدمّرة ما بين كلي وجزئي.

وقد نظّمت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، جولة لمجموعة من الصحافيين على بعض المدارس التي تضررت خلال العدوان، برز خلالها حجم ما لحق في الكثير من المدارس من دمار نتيجة القصف الإسرائيلي.

وفقًا لبيان الوزارة، فقد استشهد خلال العدوان 77 طالبًا، كما تضررت 132 مدرسة ومديرتي تعليم و55 روضة، و 12 جامعة وكلية، ناهيك عن نزوح آلاف الطلبة من بيوتهم صوب مراكز الإيواء خلال العدوان.

يقول اكتيع :"القانون الدولي والمواثيق الدولية وفّرت حماية كاملة للأطفال والمدارس، والأصل أن هذه المرافق محمية، فأين من يهتمون بحقوق الأطفال مما جرى"، مضيفًا إن الاحتلال يريد زرع الخوف والرهبة في قلوب الأطفال الفلسطينيين من خلال مثل هذه التجاوزات.

فالطلاب -وفقًا لاكتيع- أصيبوا بصدمة بسبب ما شاهدوه من دمار في المدرسة، متسائلًا: "كيف سيعودوا إلى الدراسة بداية العام المقبل؟"، لكنه وعد بأن يعملوا جاهدين من أجل إعادة توازنهم النفسي ومحاولة ألا يؤثر ما حدث عليهم.

ووجه رسالة للمجتمع الدولي، بضرورة العمل على إنفاذ القوانين الدولية الحامية لحقوق الأطفال، والمدارس والمعلمين.

في منطقة زراعية نائية أقصى شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة، تقع مدرسة صبحة الحرازين الابتدائية، والتي تعرضت هي أيضًا للقصف بشكل كبير، طال جميع مرافق المدرسة، بما فيه غرفة ألعاب وترفيه مختصّة بالترفيه النفسي عن الأطفال.

الجزء الأكبر من الصاروخ الإسرائيلي المنفجر في منتصف غرفة للدعم النفسي، دمرت شظاياه ألعاب الصغار وحرقت العرائس وملأت الكراسي بالأدخنة ورائحة البارود.

يقول أ.أيمن نصر الله، رئيس قسم الإرشاد التربوي في مديرية التعليم شرق غزة، إن المدرسة تقع في منطقة زراعية حدودية تبعد 700 مترًا عن الحدود الشرقية لقطاع غزة، فهل مدرسة في منطقة زراعية يمكن أن تكون كذلك!!.

وأضاف نصر الله إن جميع مرافق المدرسة تضررت، ما بين ملاعب وغرف صفية والطاقة الشمسية وغرفة الإرشاد التربوي، التي أنشئت بالتعاون مع مؤسسة نرويجية خاصة للأطفال الذي يعانون من ظروف نفسية خاصة، بهدف معالجة آثار العدوانات الإسرائيلية المتكررة التي أثّرت على نفسيتهم وتسببت لدى الكثيرين منهم بصعوبة في النطق.

يريد الاحتلال إذن من وراء ذلك التأثير أكثر على نفسية الأطفال كما يؤكد نصر الله، فنحن بتنا بحاجة إلى المزيد من الجهود ليندمل الجرح الجديد الذي تسبب به هذه المرة، وهذا سيتحقق بالتعاون مع المؤسسات الدولية الشريكة في المرحلة المقبلة.

أما نائب مدير مديرية التربية والتعليم في شرق غزة منير أبو زعيتر، والذي كان يتفقّد المدرسة برفقة طاقم من الوزارة، فقال إن هذه المدرسة افتتحت قبل ثلاثة سنوات في هذه المنطقة النائية بهدف توفير مدرسة توفّر على طلبة المنطقة الحاجة للانتقال إلى أماكن بعيدة وصولًا إلى المدارس الأقرب إلى المنطقة.

يضيف أبو زعيتر، إن هذه المنطقة النائية تخلو من المباني ولا يوجد أي مواقع للمقاومة في المنطقة، وهي تم إعدادها خصيصًا لخدمة شريحة مهمشة أوضاعهم الاقتصادية صعبة، لكن الاحتلال تعمّد تمديرها وإضعاف العملية التعليمية.

فالدمار لحق بكل مرافق المدرسة، وهذه الغرفة تحديدًا تخدم أطفال يعانون صعوبة في التعلم وضغوطات نفسية ناتجة عن القصف المستمر، والغرض منها معالجة آثار العدوان والصدمات النفسية وضعف التحصيل الدراسي وصعوبة النطق لدى أطفال هذه المنطقة المهمشة.

في المنطقة الشرقية وحدها استهدف الاحتلال-يقول زعيتر- 20 مدرسة ومراكز تدريب، وألحق بهم أضرارًا كبيرة، وهي ضربات أصابتها بالاستهداف المباشرة، لأن الاحتلال يريد إعادة غزة كما صرحوا 20 عامًا للوراء، لكن نحن نصرّ أن هذا لن يحدث أبدًا.

مدرسة معاذ ابن جبل

مدرسة صبحة الحرازين

كاريكاتـــــير