شبكة نوى، فلسطينيات
يتميز كل فرد بموهبة معينة يختص بها وتميزه عن غيره، إلا أن طبيية الأسنان مرام الحاج أحمد استطعت أن تجتمع بين العديد من المواهب كالرسم والتطريز وصناعة السجاد يدوياً، في آن واحد.
مرام (21 عاماً) طالبة في كلية الطب بجامعة الأزهر، بدأت بتشكيل أول رسوماتها منذ صغرها، وذلك من خلال تجسيد أحد الشخصيات الكرتونية المفضلة لها مستخدمة أدوات بسيطة كقلم الرصاص والفحم وحتى الرسم بمساحيق التجميل .
لم تقتصر موهبة مرام على رسم الشخصيات الكرتونية في حينه، ولكنها طورت من موهبتها حتى تمكنت من رسم شخصيات البورتريه، الأمر الذي دفعها للمشاركة في إحدى معارض الجامعة والتي لاقت فيها اعجاباً وتأييداً غير متوقع من الجمهور .
في وقت لاحق، طورت مرام موهبتها بشكل كبير، إذ بدأت بتعلم صناعة قطع ملابس من الصوف بشكل ذاتي، ثم تمكنت من إجادة التطريز والذي تعلمت اتقانه من والدتها .
تطورت فكرة صناعة الصوف لدى مرام، حتى أخذت تفكر في إنشاء مشروع صغير، تقدم من خلاله منتجاتها الصوفية والمطرزة، فضلا عن صناعة القطع الصغيرة من السجاد.
استطاعت مرام أن تطور من عملها بالصوف من خلال التعلم عن طريق "اليوتيوب" حتى تمكنت من صنع سجاد كبير الجحم بنفسها وعرضه على مواقع الانترنت لبيعه، والذي تعمل على تشكيله وصنعه من الصوف الخالص ووفقا للمواصفات التي يطلبها الزبائن .
أشارت مرام إلى أن شغفها بالصوف هو الذي ساعدها في اكتساب مهارة صناعة السجاد، إضافة إلى رغبتها القوية في تطوير أعمال التطريز.
الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة عموماً واحتياج مرام لتوفير الأدوات الطبية باهظة الثمن وعدم قدرة والدها على توفيرها، هو الذي حفزها ودفعها لعرض أعمالها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبيعها للزبائن .
تعمل مرام لساعات طويلة في صناعة السجاد، وقد تستغرق يوميا أكثر من ثمان ساعات متواصلة دون شكوى وفي بعض الأحيان تضطر للعمل في ساعات متأخرة من الليل نظراً للوقت الذي تقضيه خلال النهار في الجامعة والدراسة.
تواجه مرام صعوبة في المزاوجة بين التعليم والعمل، وبخاصة أن طلبات الزبائن متكررة ومتزايدة، إضافة إلي انقطاع الكهرباء والذي يشكل عائقا أساسيا أمام عملها.
علاقة من الصعب جدا الجمع بينها (الصوف -طب الأسنان)، ولكن موهبة مرام وظروفها المعيشية الصعبة، دفعتها للعمل في هذا المجال، كما قالت.
تطمح مرام الآن، لانهاء مشوارها التعليمي، والقدرة على فتح عيادة خاصة بها تمارس فيها مهنتها كطبيبة أسنان، مع تأكيدها على عدم تخليها عن عملها في صنع السجاد.
وتظهر بيانات مسح القوى العاملة للعام 2018 أن 37% من الشباب (18-29 سنة) ملتحقون بالتعليم بواقع 45% في الفئة العمرية (18-22 سنة) و7% للفئة العمرية (23-29 سنة). في حين بلغت نسبة الالتحاق بين الشباب الذكور 20% مقابل 28% للشابات.
ويعاني معظم الخريجين من عدم توفر فرص عمل، الأمر الذي دفع ببعضهم للهجرة بحثا عن لقمة العيش، وآخرون لجأوا للعمل في مهن مخالفة لتخصصاتهم الجامعية، وفريق ثالث انضم إلى قافلة البطالة. وذلك بفعل اجراءات الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي أحدث شللاً كبيراً في مختلف القطاعات.