شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م10:35 بتوقيت القدس

"فيسبوك".. قمع وتحريض ضدّ المحتوى الفلسطيني

03 اكتوبر 2019 - 14:32

فلسطين المحتلة:

لم يعد "فيسبوك" مساحة آمنة، هذا ما خلص إليه الفلسطينيين بعد جملة انتهاكات لا تزال متواصلة ضدّ المحتوى الفلسطيني على هذه المنصّة، تبدأ بالحظر عن النشر وتمتد إلى إغلاق الحسابات الشخصية والصفحات المختلفة ثمّ حذفها بشكل نهائي.

مؤخراً، أضاف الموقع الأزرق سلسلة من الكلمات ضمن خوارزمية تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي والتي تقوم بحظر صاحب المنشور وحذف محتواه بشكل فوري حال كتب أي من هذه الكلمات التي تتنوع ما بين كلمة: شهيد، مقاوم، الجبهة الشعبية، القسام، حماس، الجهاد الإسلامي، سرايا القدس، وغيرها من الكلمات.

شبكة "عين" الإخبارية، تعرّضت للحذف خمس مرات متتالية، يقول مديرها جهاد بارود إنهم أطلقوا صفحات الشبكة على منصّة فيسبوك في العام 2018، ازداد التفاعل معها خلال العام 2019 بشكل واسع، بدأت بنشر الأخبار السياسية والتقارير الصحفية المختلفة مع التأكيد على التزامهم سياسات فيسبوك بالنشر إلا أنهم لم يسلموا برغم ذلك.

ويضيف "ستّ مرات حذفت صفحتنا بذريعة أنها مخالفة لسياسات فيسبوك، تم إعادتها مرة واحدة بسبب طعن قدمناه على الصفحة لفيسبوك ويبدو أنهم استجابوا إلا أنهم عادوا لحذفها مجدداً بالذرائع ذاتها".

وصل عدد المتابعين في صفحة "عين" الإخبارية على فيسبوك في المرة الأولى 22 ألف متابع ومتابعة، وعند آخر مرة حذفت فيها كان العدد قد وصل إلى 6 آلاف.

"فيسبوك متواطئ مع الاحتلال بالتأكيد" يشير جهاد ويتابع "حاولنا اختصار النشر على الصور الجمالية إلا أن البلاغات قد طالتها أيضاً، هم لا يريدون لنا أن نظهر ولا بأي حال من الأحوال".

من جهته، وجه مركز صدى سوشال المختص في رصد الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة شديدة اللهجة إلى مديرة قسم السياسات العامة في فيسبوك بالشرق الأوسط نشوى حسين، احتجاجاً على التضييق الذي ارتفعت وتيرته مؤخرًا تجاه المحتوى الفلسطيني.

وجاءت الرسالة عقب محاربة الفيسبوك للعديد من الكلمات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وإدخالها حيز الكلمات المحظور تداولها عبر الموقع الأزرق، مما عرض مئات الحسابات والصفحات الفلسطينية للعقوبات المتنوعة من قبل إدارة فيسبوك، ووصلت هذه العقوبات إلى إغلاق حسابات وصفحات عمرها يصل لأكثر من 10 سنوات.

وبين مدير مركز صدى سوشال إياد الرفاعي أن إدارة فيسبوك أصبحت تحاسب مستخدمي الموقع على منشوراتهم بأثر رجعي، بحيث تفرض عقوبات على حسابات وصفحات استخدمت كلمات في منشوراتها قبل سنوات، وعندما حظر الموقع استخدام هذه الكلمات، أصبح الموقع يفرض عقوبات بأثر رجعي على ناشري هذه الكلمات.

وطالب المركز إدارة قسم السياسات بالنظر بعين الموضوعية للحالة الفلسطينية، والأخذ بعين الاعتبار أن من حق الفلسطينيين استخدام فيسبوك للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم كما يفعل مستخدمو هذا الموقع حول العالم.

وأشار المركز أنه ورغم اعتراضه وتحفظه على حظر كلمات معينة، إلا أنه أيضًا يرى من غير العدل سن سياسات جديدة وحظر كلمات معينة ومحاسبة مستخدميها بأثر رجعي، فالعديد من المستخدمين لم يكن لديه العلم بأن مثل هذه الكلمات من شأنها تعريض بياناتهم وحساباتهم الشخصية والعملية لخطر الضياع.

واتهمت مؤسسة بحثية دولية إسرائيل بأنها توظف علاقاتها مع شركة فيسبوك في "محاربة" المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني الأزرق.

وربطت "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان" في تقرير لها بين شكاوى الفلسطينيين من "قيود تفرضها فيسبوك" على المحتوى الخاص بهم ووجود ارتباط مصالح اقتصادية بينها وبين إسرائيل.

وقالت المؤسسة إن العمل في فيسبوك شهد مؤخرا نموا، حولها إلى شركة ضخمة توظف عشرات الآلاف من الأشخاص، الأمر الذي تطلب منها -مع توسيع أعداد عملائها- السعي إلى التوسع خارج حدودها الوطنية.

وأوضحت أن توفر مواقع لمقرات إقليمية لشركات متعددة الجنسيات -مثل فيسبوك- يتيح لها عدة مزايا مثل جلب المزيد من الاستثمار وخلق فرص عمل وربط العاملين هناك بكل أنواع الخبرة لدى الشركات الوطنية والمتعددة الجنسيات الأخرى العاملة هناك.

وأشارت المديرة التنفيذية للمؤسسة مها الحسيني إلى أن استضافة إسرائيل مقرا إقليميا لفيسبوك أتاح لها التأثير بشكل متصاعد على المحتوى الفلسطيني، ووصل حد اعتقال عشرات فلسطينيين لمجرد حقهم في حرية التعبير.

ونبهت الحسيني إلى شكوى منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية "مرارا وتكرارا" من تقييد المحتوى على فيسبوك، "وهو ما "يمكن ربطه بضغوط إسرائيل على الشركة العالمية".

وتحدثت عن تكرار زيارات كبار مسؤولي فيسبوك وإسرائيل وإبرام اتفاقيات بينهما بدعوى محاربة التحريض، مما أسفر عن تقييد شديد للمحتوى الفلسطيني في وقت نادرا ما تم التعامل مع "الإسرائيلي" الذي يدعو لنشر الكراهية والدعاية ضد الفلسطينيين.

ويشكو الفلسطينيون من أن إسرائيل تعمل -بالاتفاق والتعاون مع إدارات مواقع التواصل، خصوصا فيسبوك- على محاربة المحتوى الفلسطيني، وفي مقدمتها عمليات حظر واسعة لحسابات صحفيين ونشطاء فلسطينيين بدعوى التحريض على الإرهاب.

يُشار إلى أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين بمنظمة التحرير الفلسطينية ذكرت أن إسرائيل اعتقلت ما يزيد على 350 فلسطينيا خلال 2018، بينهم صحفيون وكتاب، بسبب منشورات وشعارات أو نشر ملصقات وصور قتلى وأسرى على صفحات فيسبوك، وأحيانا بسبب مشاركة وتسجيل إعجاب لمنشورات آخرين.

كاريكاتـــــير