غزة-نوى:
بعد انقسام دام أكثر من عشرة أعوام استطاع أخيرا كل من الطرفين المتصارعين "حماس وفتح" عقد اتفاق المصالحة الفلسطينية بعد نقاشات عميقة تمت على مدار 3 أيام في العاصمة المصرية القاهرة التي وضعت يد رعايتها لتوحيد كل من الطرفين.
وبحسب ما جاء في اتفاق المصالحة التي وقعت عليه الأطراف يتم تمكين حكومة الوفاق من إدارة شؤون القطاع والضفة في موعد أقصاه بداية ديسمبر القادم، واتفقت الحركتان حسب بيان إعلان المصالحة على إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون غزة كما في الضفة الغربية مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام.
أبدى الشارع الغزيّ تفاؤله بالمرحلة المقبلة، وما ستتضمنه من انتعاش قد يغلق ملف الأعوام الماضية التي تركت بصمة سوداء في ساحته خصوصا على فئة الشباب الذين عقدوا مجمل مطالب أرادوا من الحكومة القادمة تحقيقها لهم.
الشاب محمد الجرجاوي بدى بحديثه متسائلًا حول ما ستحمله لهم الأيام القادمة فتحدث قائلًا: "ضاع من عمرنا عشرة أعوام دون فائدة بسبب الانقسام الذي أثر على جميع مناحي الحياة فأكثر من تضرر الشباب التي وجدت من جدران الشوارع متكأ لها لسوء الأوضاع المعيشية ولا أحد ينظر لهم". مضيفا أنّ الشباب ذاق الأمرين ومازال يعاني دون أن يجد أي نتائج ملموسة حتى الآن تبشره بمستقبله، وطالب الحكومة أن تقوم بتشغيل أكبر عدد من الخريجين التي باتت أعدادهم مهوولة ضمن مشاريع تنموية، وانتهى الشاب من دراسة التعليم الأساسي منذ ثلاثة أعوام ولم يحصل على أي فرصة عمل.
وكان قد زار رامي الحمد الله رئيس حكومة الوفاق قطاع غزة بداية الشهر الحالي للاطلاع على أهم الأمور العالقة في ملف المصالحة، وتحدث خلال الأيام الماضية الناطق باسم الحكومة نفسها يوسف المحمود في خطاب له عما تضمنته جلستهم التحاورية بغزة ، وقال: " إن الحمد لله طلب من أعضاء الحكومة اعداد تقارير كاملة لكافة الاحتياجات الأولية للمواطنين في قطاع غزة م أجل البدء في تنفيذها لرفع مستوى الحياة لمواطنينا واسنادهم، و ناقش الاجتماع ملفات الكهرباء والمياه والإعمار.
طلب رئيس الوزراء من الوزراء تقريرا مفصلا عن كل ملف، ويأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات القصوى والأولية للمواطنين بغزة.
وكان للفتاة نور لبد حديثها حول ما ستقدمه لهم الحكومة المقبلة قائلة: " نريد حياة كريمة بدون خلافات، وبدون ان يحمل كل من الطرفين المسؤولية على الآخر، لنكون وطن مشترك في كافة القضايا التي تمس وحدة الشعب الفلسطيني لقد هلكنا طيلة العشر سنوات السابقة".
وطالبت بحديثها أن يتم بشكل جدي فتح معبر رفح البري فهو متنفسنا الوحيد في ظل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معبر إيرز، فالأمل في شقيقتهم المصرية للمد يد العون لهم فقي تسهيل أمور حياتهم لمن أراد السفر عبر رفح البري من أهل القطاع.
وشاركها بالحديث الشاب وائل سمور انتهي من دراسته وحصل على منحة تمكنه من السفر خارج غزة، لكن إغلاق المعبر المتكرر لفترات طويلة يقف عائقا أمامه، لذلك طالب بدوره كل الجهود التي رعت المصالحة الفلسطينية برفع العقوبة عن قطاع غزة، ويكفيه ما عاشه من سنوات ماضية تحت ظل حصار خانق.
وحسب ما جاء في وثيقة المصالحة التي تمت في مصر الخميس الماضي أن فتح وحماس اتفقتا على تسليم معبر رفح لحكومة الوفاق تحت إشراف وإدارة الحرس الرئاسي.
وأفادت مصادر مطلعة على الاتفاق وذلك حسبما أوردته وكالة معا "ان الاتفاق يشمل بندين أساسيين هما الحكومة وتشمل جميع الهيئات الأخرى وتشمل القضاء والنيابة العامة وكل السلم الوظيفي وديوان الموظفين والرتب العسكرية، أمّا البند الثاني في الأهمية فهو المعابر والحدود كما أكدت وكالة معا نقلا عن مصادر مطلعة أن الأنباء الأولية تدور حول الاتفاق على ثلاثة ملفات: تسكين موظفي غزة وحل مشكلتهم ، تسليم المعابر والحدود لحرس الرئاسة ، تشكيل لجان لمتابعة ما لم يتم إنجازه حتى الآن.
فيما طالب الشاب جمال أحمد أن يتم العمل بشكل سريع على ملف التحويلات الطبية للخارج والأخذ بعين الاعتبار حالة المرضى، ونقص الأدوية، فهو يعاني من فشل كلوى منذ عام ويحتاج لتحويلة ليتمكن من الحصول على فرصة علاج تنقذ حياته.
تعددت مطالب الغزيين الذين عقدوا أمالهم على المصالحة الفلسطينية التي قامت على انهاء الانقسام الفلسطيني، والبدء بمرحلة جديدة تحمل ما يرنون اليه من مطالب توفر لهم أبسط حقوقهم التي كانوا محرومين منها طيلة السنوات الماضية.