شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م09:09 بتوقيت القدس

آثار عالمية في غزة .. كيف وصلت؟

11 يوليو 2017 - 11:20
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

بات متاحًا  أمام الغزيين المحاصرين في القطاع  التجول في المتاحف العالمية كمتحف اللوفر، تمثال الحرية، تمثال ياسر عرفات، التمثال الصيني الكترونيًا دون تأشيرات سفر تنقلهم الى الخارج، من خلال  المتحف الافتراضي الذي  يخلق ما هو غير موجود.

تقوم فكرة التطبيق الرقمي "المتحف" على تصميم مجسمات للمواقع الأثرية بشكل ثلاثي الأبعاد عبر الإنترنت، وتوفير فضاء تفاعلي يعطي فرصة للمستخدمين لزيارتها والتجول فيها افتراضيًا ومناقشتها وأخذ صور معها أيضًا.

وجد الفلسطينيون في قطاع غزة من خلال هذا التطبيق واقعًا جديدًا يعزز رؤيتهم للأماكن السياحية والأثرية  حول العالم، والمحرومون من زيارتها منذ 11 عامًا بسبب الحصار واغلاق المعابر المستمر، وافتقار مدينتهم  لوجود متاحف تضم بين جدرانها كنوزًا أثرية لأنها اندثرت مع مرور الزمن.

جاءت فكرة اختيار المتحف الرقمي لإيمان العجرمي رئيسة قسم تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين عندما كانت تشاهد افتتاح متحف للآثار في تركيا، بالنظام الافتراضي وتقنية صور ثلاثية الأبعاد، وكان في المعرض خطاب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان،  فشجعها ذلك على نقل التجربة إلى غزة للاستفادة منها في كسر الحصار المفروض على المدينة.

تقول العجرمي في حديثها لنوى: "عرضت الفكرة على القائمين على المشروع بمشاركة زميلي أسعد التيان وأخذت وقتًا ليس بالقصير للتشاور فيها وكيفية تطبيقها  وبعد أن تمت الموافقة،  قمنا بإعداد مجسمات لتحف أثرية حول العالم حصلنا على صورها من الشبكة العنكبوتية، وتحويلها لأجسام بطريقة الأبعاد الثلاثية".

عن آلية التنفيذ تضيف قمنا بتنزيل التطبيق عبر الهاتف النقال وتخزين الصور داخله ثم وضع عدسة الهاتف على صورة التحفة الأثرية وتحويلها من شكل ثنائي إلى ثلاثي الأبعاد.

ويقوم مستخدم هذا التطبيق بارتداء النظارة ووضع الهاتف النقال داخلها وتحديد الجسم الذي يريد رؤيته فيظهر كما أنه أمامه.

وجد الأعضاء القائمون على المشروع صعوبة في اختيار آثار من قطاع غزة بشكل حي مما اضطرهم للبحث عن صور لها  عنها عبر الانترنت نتيجة عدم وجودها.

والجدير بالذكر أن  فكرة  التجسيم تُستخدم في مجالات عدة مثل التعليم والصحة واللوحات الإرشادية في السياحة وغيرها من المجالات، ويتميز هذا العالم الرقمي في إكساب المواطنين في قطاع غزة معلومات عن حضارات العالم وآثارها وأيضًا الأماكن التاريخية داخل مدينتهم المغلقة.

تصعد الجهود الغزيّة التي لا تستسلم لواقعها سلم الإبداع خطوة تلو الأخرى،  فتمكن القائمون على المتحف الافتراضي عرضه في معرض جامعة فلسطين في غزة   ليجد مساحة واسعة من الثناء على هذا المجهود، وتشجيع القائمين للتطوير من هذه الفكرة  وتزويد الغزيين بمعلومات عن لآثارهم التي   تثبت أحقيتهم بأرضهم وهويتهم الفلسطينية.

يشير د.محمد عوض عميد كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة  فلسطين إلى أن معرض الآثار الرقمي الأول من نوعه في فلسطين، تناول عرض   العديد من التحف الأثرية، واستخدام التكنولوجيا في تحويل صورة التحفة الالكترونية إلى مجسمٍ ثلاثي الأبعاد تظهر للزائر وكأنه يتجول في المتحف الحقيقي ويرى التحفة مجسمة ومن جميع الاتجاهات كأنه يتجول في المتحف الأصلي الذي تُعرض فيه التحفة. 

 ويؤكد إن هذا التطبيق يحتاج لمزيد من الدعم مما يسهم بنهضة العلم التطبيقي فيما يخدم الجامعة والمجتمع، معتبرًا إياها نقطة تسجل في ملف الإبداع الغزي.

كاريكاتـــــير