شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم السبت 03 يونيو 2023م05:17 بتوقيت القدس

نشاط المرأة الفلسطينية يتوسع في العالم الأزرق

09 يوليو 2017 - 23:39
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

وجدت المواطنة أم أشرف صبحي "54 عامًا" من مدينة غزة، في الفيس بوك ضالتها لتقضي على حالة الملل التي تمر بها يوميًا بسبب طول النهار وانقطاع الكهرباء المستمر على قطاع غزة.

أم أشرف ربة منزل وأم لخمسة أبناء حتى وقت قريب لم تكن تعرف شيئًا عن شبكات التواصل الاجتماعي بل وكانت تنتقد أبناءها، حتى قررت خوض غمار هذا العالم الافتراضي لتجد فيه الكثير من المميزات التي يمكن الاستفادة منها، فقد انضمت سريعًا إلى مجموعات مغلقة تهم النساء يتبادلن من خلاله الآراء حول الكثير من القضايا دون قيود.

تقول أم أشرف: "نتبادل الآراء حول قضايا عائلية أحيانًا أو مناسبات اجتماعية فتقترح النساء من خلال خبرتهن أي المحلات أفضل وأي الأماكن أسعارها يناسب طبقة معينة حسب تساؤل من تستفسر، وحتى بعض النساء اللواتي يواجهن مشاكل مع أبنائهن يطرحن هذه القضايا وكلنا نتبادل الآراء في هذا العالم الصغير المغلق".

وقد انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة إقبال النساء في المجتمع الفلسطيني على الانخراط في الفضاء الأزرق، وكان لكل سيدة مبررها في ذلك، إذ أكدت دراسة صدرت عن كلية حمد بن راشد، حول مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بالدول العربية، وكان المميز حصول فلسطين على المرتبة الأولى من حيث مشاركة النساء على "الفيسبوك"، بنسبة 44.6% من عدد مستخدمي "الفيسبوك" في فلسطين.

وبحسب الدراسة، فقد احتلت فلسطين المرتبة الأولى عربياً، في حين جاءت تونس في المرتبة الثانية بنسبة 42.6%، ولبنان ثالثاً بنسبة 41.6% في حين احتلت عمان المركز الأخير بمايقارب20.6%.

المواطنة وداد النجار40 عاما  بدت منشغلة أمام شاشة هاتفها النقال في المتابعة والبحث عن ما هو جديد عبر الفيس تقول بحديثها: "نحن في قطاع غزة  منقطعون عن العالم، ولا متنفس لنا سوى تتبع صفحات موقع التواصل الاجتماعي ومعرفة الأخبار التي تدور حولنا".

وتقضى المواطنة وداد ما بين أربع الى خمس ساعات يوميًا في الاطلاع على  الفيس بوك، وتضيف أنها تتابع العديد من صفحات الموضة والأزياء لتشبع شغفها بها، كما تستفيد من الجروبات النسائية التي تتابعها كيفية تزيين منزلها بالعديد من الديكورات المعاصرة. 

ووجدت نساء أخريات من ربات المنزل  في الفيس بوك وسيلة للهرب من زخم الحياة وتفريغ الكبت داخلهن،  فاتخذن فيه مساحة لمناقشة مشاكل حياتهن عبر حائط صفحاتهن الشخصية ليجدن بعض الحلول والدردشة في المواضيع اللواتي عجزن عن إيجادها مع أصدقائهن  في الواقع.

وأوضحت دراسة صادرة من مركز "بيو" للدراسات في الولايات المتحدة، أن الذين يدخلون باستمرار ولعدة مرات في اليوم مواقع التواصل الاجتماعي يعانون بصورة اقل من التوتر مقارنة بالذين لا يدخلون إلا نادرا هذه المواقع، حسب ما نشره موقع ياهو الالكتروني.

ولم يقدم مركز "بيو" للدراسات في الولايات المتحدة أسبابًا لنتائج بحثه، لكن علماء المركز رجحوا أن يكون العامل النفسي للمرأة وراء ذلك، إذ يزداد تحسنا عندما تشارك النساء محيطهن بالأخبار والمعلومات.

وذكر العلماء أن النساء اللواتي يستعملن الرسائل الالكترونية والرسائل النصية القصيرة (أس أم أس) ورسائل تويتر يحصلن على قوة ذاتية تمكنهم من التغلب على الصعاب النفسية والتوتر. أما الرجال فلا يعرفون هذه الطرق في التعبير، فلذلك لا يفضلونها.

وهناك نساء غيّرن الصورة النمطية عن المرأة في استخدام الفيس بوك فاتخذن منه وسيلة للعمل تضاف لعملهن داخل المنزل.

رغم أن المواطنة نوال جبر 55 عاما  واجهت صعوبة في انشاء صفحة لها عبر فيس بوك لأنها لم تكن تعتاد على مثل هذه التكنولوجيا سابقا، الا أنها

وجدت في ذلك سبيلا تحدت به نفسها  فلجأت مستثمرة موقع التواصل  الاجتماعي لتحويل موهبتها المدفونة بين جدران منزلها في عالم التطريز والمشغولات اليدويّة ونقلها خارج محيطها.

تتحدث لنوى قائلة: "امتلك موهبة في التطريز  بشكل جديد ومعاصر بعد أن قمت بممارسة تدريبات على أيدي حرفيين في المشغولات اليدوية جاءوا من خارج غزة لتعليم بعض النساء، فأتقنت المهنة منذ فترة من السنوات".

وتتابع قمت مجددا  بإنشاء صفحة للتسويق عبر الفيس بوك للتسويق وجذب الزبائن ممن راقت لهم المشغولات وبعضهم من  خارج غزة.

اتخذت  نوال  من موقع التواصل الاجتماعي وسيلة لكسب الرزق فحققت صفحتها التي تديرها بنفسها نجاحا باهر.

 وللمواطنة نبيلة المدهون 40 عاما  استخدام آخر للفيس بوك  تقوم من خلاله بمتابعة ومراقبة أبناءها حتى تكون على دراية بهذا العالم الحديث الذي اقتحم حياتهم وباتو منشغلين فيه بشكل كبير.

 اضافة  أنها تتواصل مع أخواتها، صديقاتها اللواتي يقمن  خارج غزة و لم تشاهدهن منذ ما يقارب خمسة أعوام بسبب الاغلاق المتكرر للمعابر.

 وعقب على الدراسة التي تم ذكرها سالفًا  الصحفي والمختص في مواقع التواصل الاجتماعي محمود حربيات في تقرير مُصور نشره قائلا: "أعتقد أن هذا الرقم يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وخصوصاً أن من نجح هن النساء الفلسطينيات".

وأضاف حربيات "في ظل الأوضاع التي يعيشها المواطن الفلسطيني في ظل الاحتلال، والإعاقة للتطور التكنولوجي من قبله، وعدم وجود جيل ثالث ورابع في الاتصالات، وعدم وصول "الإنترنت" لبعض المناطق المهمشة يجعل هذه النتيجة مهمة جداً.

كاريكاتـــــير