شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 13 يناير 2025م01:37 بتوقيت القدس

فلسطيني في بولندا يقاوم بـ"الشجاعية"

19 اكتوبر 2016 - 12:49
شبكة نوى، فلسطينيات:

مرح الواديّة - نوى

في فيلمه الوثائقيّ "شجاعيّة" الذي فاز بأفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان سينما المقاومة في طهران، يعرض المخرج محمّد المغنّي الامتدادات النفسية التي ألقت بها الحرب على من وقع تحت نيرانها. إذ يبدأ الفيلم بوقوف المخرج على أطلال منزله المدمّر بفعل الحرب كونه أحد سكان حي الشجاعيّة المنكوب، قبل أن ينتقل لتوثيق حالة عائلة فقد معظم أفرادها أطرافهم.

"لأننا في غزة عائلة واحدة أحاول من خلال الفيلم اصلاح ما كسرته الحرب" يقول المغنّي (22 عامًا) وهو طالب إخراج سينمائي في جامعة السينما الوطنية البولندية في وودج. ويضيف أن "الفكرة جاءت لتشرح أن وقف الحرب لا يعني عودة الأمور إلى طبيعتها،  والحقيقة أن انتهاء الحرب يعني كشف المعاناة الجديدة التي طالت كافة تفاصيل الحياة إلى أن تتدخّل نتائجها بين الرجل وزوجته كما يعرض الفيلم".

"شجاعيّة" كان واحدًا من أهم الأفلام التي أخرجها المغنّي، ما جعله يفخر بهذا الإنتاج السينمائي خصوصًا أنّه يحكي قصّة الحي الذي شكّل مرتعًا لإسرائيل طيلة فترة الحرب الأخيرة على غزة 2014، الذي ارتكب فيه مجزرة راح ضحيّتها نحو 63 شهيدًا ومئات الجرحى، بالإضافة إلى تهجير غالبية السكّان طيلة فترة الحرب.

كأوّل فلسطيني، اجتاز المخرج المغني اختبارات القبول بجامعة السينما البولندية المعروفة بصعوبتها، الأول في فلسطين، والثاني في بولندا، حيث يوضح أنه يتقدم سنويا للاختبار مئات الطلاب ويجرى قبول ثمانية منهم فقط.

وقال: "لقد كنت  واحدا من الذين تم اختيارهم للدراسة في الجامعة، وبالطبع يوجد العديد من الطلاب الأجانب يأتون من كل العالم إلى هذه الجامعة لمكانتها المرموقة بين جامعات الفن والسينما في أوروبا حيث تخرج منها رومان بولانسكي وكريستوف كيشلوفسكي واندريه فايدا وغيرهم من المخرجين والمصورين السينمائيين الذين يعملون في هوليوود".

وتعد الأفلام الوثائقية الأقرب لقلب المخرج المغني، رغم اعتقاده بأن فلسطين -كقضية- تحتاج أفلام روائية أكثر مما هو عليه الحال الآن، ولذلك لجأ إلى تعلم الأفلام الروائية خلال الفترة الحالية.

ويشير إلى أن عرض الأفلام ذات العلاقة بالحياة الاجتماعية للفلسطينيين لا يمكن إظهار تأثيرها دون إبراز تأثير الاحتلال على الواقع المعاش، معبراً عن تمنيه بأن يزول الاحتلال حتى يستطيع أن يخرج أفلامه الخاصة بالحياة اليومية بعيدا عن الاحتلال وتداعياته.

ولايزال يعلق المغني أمالاً على أن تحدث افلام المعايشة الواقعية اليومية تأثيرا أعظم مما تحدثه السياسية خصوصا في ظل استمرار ماكنة الدعاية الاسرائيلية المحرضة على الفلسطينيين.

وقد بدأ المغني مشواره السينمائي في الخامسة عشر من عمره، حينما بادر بإخراج فيلم بمساعدة صديقة يوسف المشهراوي، وقد جرى تصويره في ميناء غزة، لافتاً إلى أنه واجه الكثير من العراقيل وقتها.

إضافة إلى ذلك، عمل المخرج الشاب على تصوير وثائقي اسمه "عين على فلسطين"، غير أنه شدد على أن دراسته في مجال الاخراج ساعده في تطوير أفلامه.

وعن  الأفلام التي أخرجها خلال فترة الدراسة يذكر: "ماريا، روائي ١٢ دقيقة. شجاعية ، وثائقي ٢١ دقيقة. أبو حسين ، روائي ١٧ دقيقة. ثلاث إخوة ، وثائقي ٣٠ دقيقة. وآخر فيلمين هما بالمرحلة الأخيرة من الإنتاج وقريبًا سوف أقوم بإرسالهم لمهرجانات عربية وغير عربية". ويضيف أن في العام الجاري لديه وثائقي ٣0" دقيقة" وهو فيلم إنهاء مرحلة البكالوريوس إلا أنه سيتبقى سنتين أيضًا للماجستير بنفس الجامعة.

ويصف المخرج نفسه بالـ"المقاوم" من خلال أفلامه، التي تقف أمامها عوائق أهمها الحصار الذي يحول دون إمكانية الذهاب والمجيء إلى فلسطين، ما يضطره إلى التصوير خارجًا برغم أن مضامين الأفلام هي فلسطينيّة مؤكّدًا على استمراره في السعي للانتصار في المعركة الأساسيّة وهي معركة البقاء.

كاريكاتـــــير